أدلى سكان شبه جزيرة القرم الأوكرانية بأصواتهم أمس حول إلحاق هذه المنطقة بروسيا، في استفتاء ندَّد به العالم أجمع، لكن تسانده موسكو وتبدو نتائجه محسومة سلفاً. وقالت استطلاعات عن وجهات المصوتين إن 93% منهم أيدوا الانضمام إلى روسيا، وفيما انتشرت قوات روسية وميليشيات موالية للروس في القرم، دُعي سكان شبه الجزيرة الواقعة في جنوبأوكرانيا إلى الاختيار بين الانضمام إلى الاتحاد الروسي أو إلى حكم ذاتي موسع ضمن أوكرانيا. وفي سيباستوبول المدينة التاريخية التي تستقبل الأسطول الروسي في البحر الأسود منذ أكثر من 200 سنة، تدفق الناخبون بكثافة إلى مكاتب الاقتراع منذ الصباح. وأدلى عشرات الناخبين بأصواتهم في مكتب اقتراع لنصف ساعة. وفي حين تنتشر القوات الروسية والميليشيات الموالية للروس في القرم فإن 1,5 مليون ناخب في هذه المنطقة مدعوون للاختيار بين الانضمام لروسيا أو البقاء مع أوكرانيا مع حكم ذاتي موسع. وفي شبه الجزيرة التي تقيم فيها غالبية من الروس وألحقت عام 1954 بقرار من نيكيتا خروتشيف إلى أوكرانيا التي كان السكان دائماً يرونها بعيدة، ستصوت غالبية واسعة بالتأكيد على الانضمام رسمياً إلى اتحاد روسيا، رغم ان أقلية الأوكرانيين والتتار الذين يشكلون 37% من السكان دعت إلى المقاطعة. وأعرب نائب رئيس الوزراء الأوكراني فيتالي ياريما، عن تخوفه من غزو أوكرانيا، مؤكداً أن راجمات صواريخ نُشرت في القرم قرب الحدود مع خيرسون جنوبأوكرانيا. وفي كييف يتخوف السكان من الحرب. وقال عضو في مجموعات الدفاع الذاتي في ساحة الميدان «إنه احتمال»، مضيفاً «بوتين سيرى أننا غير مستعدين. اليوم يستولي على القرم وغداً سيريد الاستيلاء على دونيتسك وخاركيف خطوة بعد خطوة. يريد إعادة إحياء الاتحاد السوفييتي». من جهتها، دعت رئيس الوزراء الأوكرانية السابقة يوليا تيموشنكو، الدول الغربية الكبرى أمس إلى تبني نهج حازم حيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن أزمة أوكرانيا. وصرَّحت تيموشنكو لصحيفة ديرشبيجل الألمانية بأن «هذا السعي العدواني للسيطرة على السلطة في أوكرانيا لا يشكل خطراً على الدولة الأوكرانية فحسب، بل على مناطق أخرى من أوروبا الشرقية». وأضافت «إذا استمر بوتين في مهاجمة بلادنا بعد ضم القرم، أدعو قادة العالم الديمقراطي إلى اتخاذ تدابير أقوى لوقف هذا المعتدي»، مشددة على وجوب ألا يقبل الغرب بأي حال من الأحوال بنتيجة استفتاء الأحد في القرم وبإلحاقها بروسيا. وقالت «إنها سابقة في التاريخ الحديث، ويرى كثيرون في الغرب أن الطرق التي تستعملها روسيا في القرم أصبحت غير ممكنة». وتلقت تيموشنكو القيادية الموالية للغرب خلال الثورة البرتقالية في 2004، العلاج في مستشفى شاريتي بجامعة برلين منذ وصولها إلى العاصمة الألمانية مطلع مارس، وهي تعاني من انزلاق غضروفي وظهرت على كرسي متحرك بعد الإفراج عنها عقب الإطاحة بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش.