أظهرت دراسة جغرافية حديثة أن تسعة مراكز صحية من أصل ستة وعشرين مركزاً في محافظة القطيف تفوق معايير الموقع الأمثل لإنشاء مراكز الرعاية الصحية الأولية؛ وذلك لأنها تخدم أكبر عدد من الأحياء، وذات كثافة سكانية مرتفعة، ونسبة مرتفعة من المراجعين. واعتمدت الباحثة الجغرافية سوزان حسين المؤذن في دراستها لرسالة ماجستير معتمدة من كلية الآداب في جامعة الملك سعود بالرياض وأشرف عليها الدكتور محمد إبراهيم شرف، بعنوان (استخدام نظم المعلومات الجغرافية في التحليل المكاني لمراكز الرعاية الصحية في محافظة القطيف) على سبعة معايير لبناء أنموذج أمثل لأفضل المواقع لإنشاء مراكز الرعاية الصحية الأولية الجديدة، باستخدام البرامج الملحقة لبرنامج نظم المعلومات الجغرافية، إضافة إلى المعايير المكانية التي وضعتها وزارة الشؤون البلدية، تمثلت في عدد الأحياء التي يخدمها المركز، والكثافة السكانية لنطاق الخدمة، وعدد المراجعين، والأحياء السكنية، ومساحة نطاق خدمة المركز، وعدد السكان تبعاً للمعيار المحلي، والطرق الرئيسة. وكشفت الدراسة، على ضوء المعايير التي حددتها الباحثة، أن تسعة مراكز صحية (ما يشكل 35%) من إجمالي عدد المراكز في محافظة القطيف متمثلة في مركز سنابس، وتاروت، والدخل المحدود، والقطيف 3، والقطيف 1، والعوامية، وعنك، وسيهات 1، وسيهات 2)، تفوق معايير الموقع الأمثل لإنشاء مراكز الرعاية الصحية الأولية، مبينة أن عدد سكان هذه النطاقات فاق 15 ألف نسمة، لأكثر من ثلاثة أحياء، وتتمتع بكثافة سكانية تفوق عشر نسمات/ألف مترمربع، ويزيد عدد المراجعين فيها على 27 ألف مراجع. وعن طريق إحدى أدوات المحلل المكاني حددت الباحثة نطاقات خدمة المراكز الصحية التي تتوافق مع معايير الموقع الأمثل التي حددتها الباحثة، وبلغ عددها سبعة عشر مركزاً، وتمثلت في مركز الربيعية، ودارين، والمنيرة، والناصرة، والقديح، والبحاري، والتوبي، والخويلدية، وحلة محيش، والجارودية، والجش، والملاحة، وأم الحمام، والشويكة، والقطيف 2، والنابية، وسيهات 3. وأوضحت الباحثة سوزان المؤذن ل”الشرق” أن نمط التوزيع المكاني لمراكز الرعاية الصحية في منطقة الدراسة تميزت بالنمط المنتظم تقريباً، باستخدام أسلوب الجار الأقرب (Nearest-Neighbor) المتمثل في أدوات التحليل الإحصائي التي يضمها برنامج (ArcGIS). وخرجت الباحثة من خلال التحليل المكاني لمراكز الرعاية الى مجموعة من النتائج، يمكن الاعتماد عليها لتحديد معايير مكانية أخرى عند إنشاء مراكز جديدة هي: انخفاض كفاءة المراكز التي يزيد عدد أحياء نطاق خدمتها على ثلاثة أحياء، وانخفاض كفاءة المراكز التي تزيد على عدد السكان الذين تخدمهم عن متوسط الكثافة السكانية لنطاق خدمة المراكز الصحية وهو (عشر نسمات/ ألف مترمربع)، وانخفاض كفاءة المركز الذي يزيد عدد مراجعيه على متوسط عدد المراجعين لنطاق خدمة المركز الصحي (27 ألف مراجع)، وانخفاض كفاءة المراكز التي يرتفع مساحة نطاق خدمتها على ثلاثة ملايين و500 ألف مترمربع، أي 3.5 كيلومترمربع. أوصت ببناء قاعدة بيانات جغرافية صحية تضم مواقع الخدمات الصحية الخاصة والحكومية كما توضح أبرز الخصائص الجغرافية الخاصة بها من (مواقعها، مسمياتها، وخصائص السكان، ونوعها، والخدمات المقدمة فيها، ونوع المبنى، ونوع الطريق الذي يقع عليه، المسافة الفاصلة بين كل خدمة صحية، وأقرب خدمة لها، وأعداد القوى العاملة وتخصصاتها وغيرها) لتسهيل التخطيط الصحي وتطوير الخدمات الصحية الحالية. مركز القطيف الصحي جرافيك المعايير