أكد ناشط في مدينة سَلمية التابعة لمحافظة حماه ل “الشرق” أن الضغط الأمني الشديد، واعتقال أكثر من 500 ناشط في المدينة، وفصل الناشطين من الموظفين في القطاع العام، حدّ كثيراً من حركة التظاهرات في المدينة، إلا أن الحراك أخذ أشكالاً أخرى بحيث تحولت إلى مراكز أساسية لتقديم الدعم اللوجستي للمناطق المنكوبة في محافظتي حمص وحماه، إذ تم تشكيل مجموعات إغاثة (طبية، إعاشة، حمائية، إعلامية ... )، وذكر أحد الناشطين أن المدينة كانت ملجأً لأكثر من عشرين ألف لاجئ من مدينة حماه خلال الحملتين العسكريتين الأولى والثانية واللتين تعرضت لهما مدينة حماه من قبل الجيش الأسدي، كما تم إحداث أكثر من عشرة مستشفيات ميدانية لتقديم العون الطبي لمصابي المدن المجاورة المنكوبة، وأضاف الناشط أن لجان الإعاشة تقدم وبشكل شبه منتظم ما يزيد عن 1500 ربطة خبز و350 علبة حليب أطفال أسبوعياً، كما قام أبناء المدينة بحملات تبرع بالدم كلما اضطرت الحاجة لذلك. كما يقوم بعض ناشطي سَلمية بدور الوسيط بين الجيش الأسدي والجيش الحر في عمليات تبادل المختطفين. وتابع إن الطبيعة الديمغرافية لسكان المدينة التي تتكون من عدة طوائف، وطبيعة الحراك الذي لم يأخذ طابعاً سنياً، حيث تحالفت هذه الطوائف على اختلافها على إسقاط النظام، وأسقطت حججه القائمة على تخويف الأقليات من القادم السلفي المفترض، حيث انتفضت المدينة بجميع طوائفها منذ الأيام الأولى لانطلاق الثورة مشددة على شعار (واحد واحد واحد .. الشعب السوري واحد). ناشط آخر من المدينة قال “امتاز الحراك في المدينة بطابعه المدني حيث شهدت المدينة بروز نشاط عدد من التيارات والتجمعات المدنية مثل (تجمع نبض، تجمع الطريق، اللقاء الوطني، جمعية العمل المدني الديمقراطي، الكتلة الوطنية، تجمع اليسار الديمقراطي، حركة الطلاب الأحرار .. )، كما شهدت نشاطاً ملحوظاً للتيارات التي كانت قائمة مثل إعلان دمشق وغيرها، مؤكدين على مفاهيم جديدة طرأت على المجتمع السوري أفرزتها ثورة الكرامة كالتعددية والتداول والديمقراطية والمواطنة.”