أدلى الكويتيون بأصواتهم أمس، في انتخابات مجلس الأمة 2012، وهي الانتخابات البرلمانية الرابعة عشر في تاريخ الكويت. وسط إقبال ضعيف أول النهار في أغلب الدوائر غلب عليه المقترعون من كبار السن، حيث بلغ عدد المقترعين حتى الظهيرة 37250 مقترعا من أصل 400296 ناخبا وناخبة يحق لهم التصويت في الدوائر الانتخابية الخمس. وجاءت أعلى نسبة للمقترعين في الدائرة الرابعة بنسبة قاربت 29 %. وهي دائرة قبلية بامتياز، وتشكل معقلا للمعارضة البرلمانية السابقة في المجلس المنحل، وتلتها على الفور الدائرة الخامسة بنسبة اقتراع تجاوز 27 % وهذه الدائرة أيضا يغلب عليها الطابع القبلي، مما يشير إلى شد عصب واضح في هاتين الدائرتين بالتحديد. وجرت عملية الاقتراع تحت إشراف نحو 800 قاض رئيس، واحتياطي في 543 لجنة منها 98 لجنة أصلية و445 لجنة فرعية في 98 مدرسة موزعة على مختلف مناطق الكويت إضافة إلى خمس لجان رئيسة يتم فيها إعلان النتائج النهائية لكل دائرة على حدة. وأشار بعض المرشحين إلى وقوع عمليات شراء أصوات في بعض الدوائر. اختار الناخبون أعضاء مجلس الأمة الخمسين للمرة الثانية في أقل من سنتين، وتنافس 286 مرشحا على مقاعد البرلمان بينهم 23 امرأة ، ويعني ذلك تكرار التجربة الماضية، والتي أوصلت أربعة أسماء نسائية فقط لقاعة عبد الله السالم في مجلس الأمة الكويتي، وسط استطلاعات رأي أولية تشير إلى أن النساء قد يكن أكبر الخاسرات في انتخابات «أمة 2012». بينما شهدت الدائرة الثالثة والتي تصنف على أنها «كويت مصغرة» نظراً لتنوع مكوناتها من إسلامين محسوبين على التيار السلفي إلى ليبراليين مقربين من المنبر الديمقراطي وحتى مستقلين بالإضافة إلى الموالين وهم المقربون من الجانب الحكومي، شهدت أكثر حضور لوسائل الإعلام كون هذه الدائرة من الممكن أن تشكل بيضة القبان في المجلس الجديد، إضافة إلى طبيعة بعض المرشحين فيها والذين يوصفون في الكويت بأنهم أشخاص إقصائيون في خطابهم السياسي. و كان رئيس مجلس الأمة السابق أحمد السعدون وابن الدائرة الثالثة، أدلى بصوته في دائرته، وقدم احتجاجاً على تأخر بدء التصويت في لجنة عبدالله العتيبي في الخالدية، وأبدى امتعاضه جراء التأخير الذي وصفه بغير اللائق في مثل هذه الظروف التي تتطلب مزيدا من الدقة والترتيب، حيث تأخر بدء الاقتراع في هذه اللجنة نصف ساعة عن الموعد المحدد سلفا في الثامنة صباحا. وتمنى السعدون في تصريحات إعلامية عقب انتهائه من التصويت في مدرسة عبدالله العتيبي، أن تسير العملية الانتخابية بكل سلاسة وهدوء، وأن يفرز هذا العرس الديمقراطي وجوها أمينة قادرة على تحمل المسؤولية وتسيير شؤون الوطن والمواطنين. وفي الدائرة الأولى والتي تعرف على أنها دائرة طائفية، حيث تشهد تنافسا سنيا شيعيا نظرا لتساوي عدد الناخبين السنة والشيعة، بالإضافة إلى التنافس الحضري – القبلي، الذي يفتت أصوات السنة. غلب عليها الهدوء صباحا، تلاه بعد الظهيرة تزايد ملحوظ لأعداد المقترعين مما يشير إلى أن النسبة العامة للاقتراع تؤول إلى الارتفاع بشكل تدريجي ليس في الأولى فقط و لكن في الدوائر الأربع الباقية. يذكر أن انتخابات مجلس الأمة الحالية تأتي في أعقاب احتقان سياسي شهدته الكويت في الفترة الماضية أسفر عن استقالة الحكومة السابقة برئاسة الشيخ ناصر المحمد و حل البرلمان الماضي بمرسوم أميري وتشكيل حكومة جديدة برئاسة الشيخ جابر المبارك الصباح. مشاهدات انتخابية • تواجد عدد كبير من رجال الأمن داخل المراكز الاقتراعية وخارجها لتنظيم حركة السير بالشوارع المحاطة بمراكز الاقتراع، إضافة لضبط الأمن والتنظيم داخل اللجان، كما تواجد عدد لا بأس به من متطوعي جمعية الشفافية لمراقبة سير العملية الانتخابية ورصد أي شيء من الممكن أن يشوب اليوم الانتخابي. • الحضور الصباحي للمقترعين غلب عليه جانب كبار السن. • كانت الماكينات الانتخابية للمرشحات من النساء و التي تتشكل بطبيعة الحال من مندوبات من النسوة ذات حماسة عالية في تقديم مختلف خدماتها للمارة من ورد و حلوى و مشروبات و خلافه. • كان للأطفال أيضا نصيبهم من التواجد مع بعض الماكينات الانتخابية لبعض المرشحين و ذلك في محاولة استعطاف للناخبين. كويتي يدلي بصوته في انتخابات مجلس الأمة الكويتي