• لو وضعت كلمة “فساد” في محرك البحث “جوجل” ستحصل على أكثر من ثلاثة ملايين نتيجة في المملكة العربية السعودية، فقط خلال سنة ماضية! كثرة طَرْق بلا جدوى، جعلت الفساد مألوفاً، وكأنه مكون حتمي من مكونات ثقافتنا وحياتنا اليومية! أخشى أن ما يحدث يؤسس من حيث لا ندري لثقافة التعايش مع الفساد! • عادةً الهدم يبدأ من القاعدة، ويتطلب جهداً كبيراً ليتداعى البناء ثم يتهاوى. في الفساد الأمر مختلف، لأنه “كائن حي”، فالهدم يجب أن يبدأ من الأعلى، بقطع الرأس، وستموت تبعاً له بقية الأعضاء! هيئة مكافحة الفساد تعمل وفق “العادة” فتلاحق ذيول الفساد وأطرافه، بينما لو كانت تملك “الأدوات الكافية” لوفرت جهد ملاحقة الأعضاء بقطع الرأس! • منظومات الفساد يضطرها تقاطع المصالح إلى التداخل والتشابك، وهذا يسهّل الكشف عنها! وإذا ما سقطت منظومة كاملة تهاوت البقية كما أحجار الدومينو، فيجرّ بعضها بعضاً، بالتبعية، أو بالتبعات! • كل منظومة فساد بمثابة سلسلة يمسك بها فاسد كبير، وما لم يوقع به، فستظل السلسلة ممتدة، وستظل محتفظة بقدراتها على الاستطالة أكثر! • داخل كل إنسان مارد صغير فاسد، يظل محبوساً في “قمقم” الضمير، لكن ما إن يتوافر على بيئة حاضنة ومغرية حتى يكبر ويثور وينفلت من عقاله، فيستحيل إعادته إلى قمقمه! • الواقع أن الضمير مازال يحد من الكثير من الفساد! المفترض ألاّ يكون الضمير هو القانون، وألاّ يعوّل عليه كثيراً في بيئة تغري “المَرَدَة” للتحرر!