وضع رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب أمس استعادة الأمن في الشارع المصري على رأس أولويات حكومته، التي تواجه «تحديات كبيرة» أبرزها تواصل هجمات المسلحين ضد أفراد الأمن منذ الإطاحة بالرئيس محمد مرسي مطلع يوليو الفائت. وأدت حكومة محلب، التي تتكون من 31 وزيراً واحتفظ فيها المشير عبدالفتاح السيسي بمنصب وزير الدفاع، اليمين الدستورية السبت لتخلف حكومة حازم الببلاوي التي واجهت انتقادات واسعة لاتهامها بالفشل في مواجهة الوضع الاقتصادي المتداعي والإضرابات العمالية وتزايد الهجمات على أفراد الأمن، وهي التحديات ذاتها التي يتعين على حكومة محلب مواجهتها. وقال محلب في أول خطاب له بثه التليفزيون الرسمي إنه يواجه «تحديات كالجبال»، وتعهد بمواجهتها بشفافية ووضوح وعمل متواصل. وأوضح محلب أن استعادة الأمن تأتي على رأس أولويات حكومته، قائلاً «فرض الأمن ومواجهة الإرهاب بكل الأدوات والسبل القانونية الحاسمة والسعي لاستعادة الاستقرار وانضباط الشارع» تأتي على رأس أوليات حكومته. لكن محلب، قال إن عملية استعادة الأمن لا بد أن تسير مع «الالتزام بحقوق الإنسان». وأوضح أنه يدرك أن «المسؤولية كبيرة والتحديات أكبر»، مضيفاً «سنقوم معاً بتحدي الأزمات لنصل بسفينة الوطن إلى بر الأمان». وتعهد محلب، الذي تولى منصب وزير الإسكان في حكومة الببلاوي بمواجهة الأوضاع الاقتصادية المتعثرة عبر «السعي إلي إيجاد الحلول العاجلة لكل المتطلبات الأساسية التي تحقق الحد الأدنى للمعيشة الكريمة لشعب مصر». ودعا محلب المصريين للعمل والإنتاج وعدم إيقاف عملية الإنتاج. وضربت مصر إضرابات عمالية في إدارات وهيئات حكومية ومصانع مختلفة عبر البلاد. وقال محلب «أدعوكم لنوقف أي نوع من الإضرابات والاعتصامات والاحتجاجات، دعونا نبدأ في بناء الوطن»، لكنه أشار إلى أن مطالب العمل ستؤخذ بكل جدية. وتواجه حكومة محلب تحديات إنعاش وتحسين الوضع الاقتصادي، الذي أدى إلى عدم الاستقرار السياسي في البلاد إلى تدهوره منذ ثورة 2011 التي أطاحت بحسني مبارك. وانعكس هذا التدهور على مستوى معيشة المصريين إذ بلغ معدل التضخم السنوي في يناير الماضي 11.6%، وفقاً للبيانات الرسمية للبنك المركزي المصري. وتواجه البلاد أوضاعاً أمنية متدهورة خاصة مع استهداف مسلحين لأفراد ومقرات الشرطة والجيش عبر البلاد منذ الإطاحة بمرسي. وقتل 27 شرطياً على الأقل في تلك الهجمات في نحو شهر. واحتفظ وزير الداخلية في حكومة الببلاوي محمد إبراهيم بمنصبه في حكومة محلب الجديدة. ومنذ عزل مرسي، تشن السلطات المصرية حملة واسعة على أنصاره خلّفت نحو 1400 قتيل معظمهم من الإسلاميين، بحسب منظمة العفو الدولية. واعتقل الآلاف من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين على رأسهم قيادات الصف الأول فيها الذين يواجهون محاكمات باتهامات مختلفة. ويواجه مرسي نفسه أربع محاكمات في قضايا مختلفة.