قالت جماعات حقوق الإنسان وجماعات تعمل في المساعدات الإنسانية إن قوات جيش جنوب السودان وقوات المتمردين ارتكبوا انتهاكات خطيرة قد تصل إلى جرائم الحرب أثناء القتال فيما بينهم في منطقتين منتجتين للنفط حيث أطلق الرصاص على مرضى لا يقوون على الفرار وهم في أسرتهم. وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الإنسان في تقرير نشر أمس «ظهر في هذا الصراع نمط واضح من أعمال القتل المتبادلة على أساس العرق وتدمير واسع النطاق وأعمال سلب ونهب واسعة النطاق». وذكرت منظمة أطباء بلا حدود العاملة في مجال الإغاثة الإنسانية «مشاهد الرعب» في ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل. وقال كارلوس فرانسيسكو منسق الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في ملكال إن المدينة «مهجورة حيث البيوت أحرقت وأعداد لا تحصى من جثث الموتى متناثرة في الشوارع». وأضاف أن فريق أطباء بلا حدود عثر على مرضى في مستشفى أعدمواعلى أسرتهم في ملكال. وقتل آلاف الأشخاص ونزح أكثر من 800 ألف شخص عن منازلهم منذ اندلاع القتال في جنوب السودان قبل شهرين بسبب صراع على السلطة بين الرئيس سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار الذي عزل من منصبه في يوليو. ووقع الطرفان المتصارعان في جنوب السودان اتفاقا لوقف إطلاق النار في 23 يناير لكن استمر وقوع اشتباكات متقطعة. وكان القتال في ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل المنتجة للنفط الأسوأ منذ وقف إطلاق النار. والمدينة الآن مقسمة بين الجيش والمتمردين. وقالت هيومن رايتس ووتش إن قواتا من طرفي الصراع قامت بأعمال سلب ونهب واسعة النطاق وتدمير ممتلكات المدنيين في ملكال وبانتيو وهي مركز نفطي رئيسي آخر في ولاية الوحدة القريبة حيث جرى استهداف المدنيين هناك أيضا ونفذت أعمال إعدام خارج إطار القانون «على أساس عرقي غالبا». وينتمي كير إلى قبيلة الدينكا المسيطرة بينما ينتمي مشار إلى قبيلة النوير. وتوقف إنتاج النفط في ولاية الوحدة بسبب القتال وتراجع إنتاج الخام على المستوى القومي بنسبة الثلث إلى نحو 170 ألف برميل يوميا منذ ديسمبر. وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام في ولاية أعالي النيل إن القتال مستمر في ملكال. وتلقي أعمال العنف بظلالها على محادثات السلام التي تأجلت بالفعل في أديس أبابا بسبب مطالبة المتمردين بالإفراج عن معتقلين سياسيين تحتجزهم حكومة جنوب السودان للاشتباه في تورطهم في مخطط للانقلاب مع مشار ومطالبتهم بسحب القوات الأوغندية من البلاد. ويقول مسؤولون في المفاوضات إن المتمردين يطالبون الآن بتنحي كير ووضع إطار زمني للانتخابات. وقال مسؤولون أمس إن حوالي 150 شخصا قتلوا في ولاية أعالي النيل عندما فتح المتمردون النار على قارب يحمل فارين من القتال عند عبوره النهر.