اعلنت منظمة اطباء بلا حدود أمس ان الاطراف المتحاربة في جنوب السودان قامت بنهب مستشفيات وقتلت مرضى في أسرّتهم وحرمت مئات آلاف الاشخاص من تلقي الرعاية الطبية الحيوية. وفي بيان لها حذرت منظمة اطباء بلا حدود من "نهج مقلق يقوم على اعمال نهب وهجمات ضد مرضى" واقسام طبية. ويشهد جنوب السودان منذ 15 ديسمبر نزاعا بين القوات الحكومية واخرى متمردة بقيادة نائب الرئيس السابق رياك مشار. وقتل آلاف الاشخاص في هذا النزاع فيما نزح حوالى 900 الف. ونددت منظمة اطباء بلا حدود بحالات "مرضى قتلوا في أسرّتِهم واقسام طبية اشعلت فيها النيران ونهب مواد طبية". واعتبر رافاييل غورجو رئيس بعثة اطباء بلا حدود في جنوب السودان ان "هذه الهجمات تظهر نقصا كاملا في احترام اماكن الرعاية الطبية وتحرم الاشخاص من مساعدة حيوية في وقت هم باشد الحاجة اليها". والنزاع سببه الاساسي صراع قوة بين الرئيس كير ونائبه السابق مشار الذي اقيل من منصبه في يوليو. ويتهم كير نائبه السابق بتدبير انقلاب ضده وهو ما ينفيه مشار متهما رئيس جنوب السودان بالعمل لاستبعاده عن المنافسة مع اقتراب الانتخابات في العام 2015. واتخذ هذا العداء بين الرجلين بعداً قبلياً حيث وقعت عدة مجازر بين أبرز قبيلتين في البلاد، الدينكا التي ينتمي اليها سلفا كير والنوير التي يتحدر منها مشار. ووقع الطرفان وقفا لاطلاق النار في 23 يناير لكن هذه الهدنة اخترقت الاسبوع الماضي حين شن مقاتلو مشار هجوما على ملكال عاصمة ولاية اعالي النيل النفطية في شمال شرق البلاد. وقال كارلوس فرانشيسكو مسؤول منظمة اطباء بلا حدود في العاصمة الاقليمية ان "ملكال خالية والمنازل فيها احرقت وهناك عدد لا يحصى من الجثث ملقاة في الشوارع". وفي ولاية الوحدة (شمال) في منطقة لير التي يتحدر منها رياك مشار، تم هدم مستشفى تابع لمنظمة اطباء بلا حدود. وقالت المنظمة "الان اصبح حوالى 300 الف شخص محرومين من المستشفيات ومن اي رعاية صحية لم يعد هناك اي شيء صالح للاستخدام في المستشفى".