أعلنت وزارة المواصلات والنقل عن مشروعاتها المعتمده في ميزانية هذا العام، وبلغ عددها 284، وبتكلفته تجاوزت عشرة مليارات ريال، ويأتي إعلان الوزارة لهذا العام كريماً مع (كريم العرب حاتم الطائي)، بعد اعتماد إيصال طريق معبّد لقرية توارن القديمة (منازل حاتم الطائي ومقبرته). وانتظر الطائي أكثر من ثلاثة عقود من المطالبات ليوصل لمنازله طريقاً معبداً، بحسب أهالي قرية توارن. ويبلغ طول الطريق الذي تنوي وزارة النقل إيصاله حتى مقبرة حاتم الطائي ومنازله في توارن القديمة عشرة كيلومترات، كانت مطلباً رئيسياً لزوار وسياح منازل حاتم الطائي. يذكر أن حاتم الطائي كان ولايزال أسطورة الكرم التي يتغنى بها جميع العرب، يوجد قصره في قرية توارن كما أجمع المؤرخون، وتعدّ توارن من أشهر القرى في المملكة، وتأتي شهرتها لاحتضانها قبر حاتم وقصره، وتقع شمال غربي مدينة حائل، وتبعد عنها مسافة تقدر بخمسين كيلومتراً، وتقبع في وسط وادٍ تحيط به سلسلة جبال أجا من جميع الاتجاهات، وفي نهاية الوادي يقع قصر حاتم ومقبرة قديمة حديثة البناء، بابها مشرع على الدوام أمام السياح. ويؤكد ل”الشرق” دالي محمد الشمري، صاحب قصر حاتم الطائي، على وجود شواهد حية وراسخة من أمد بعيد، ودلائل تؤكد أن حاتم الطائي عاش ومات في قرية توارن. وشدد دالي على أن قرية توارن غنية بالنقوش والسدود الأثرية، وبوابات من الحجر عند مداخل الأودية كانت تستخدم قديماً، كما ذكر أسلافنا أنها كان يعمل فيها لتنظيم عملية الدخول والخروج لقوم عاشوا قبل الإسلام، بحسب نقوشهم وآثارهم. وأشار دالي محمد إلى أن نحتاً على صخرة في أحد أركان القصر عثروا عليها هو ما قادهم لتثبت أن هذا القصر كان يقطنه حاتم سابقاً، وهو عبارة عن وصية من حاتم الطائي لابنه عدي. ويوضح دالي أن السياح والزوار يتوافدون بكثافة، وتحديداً في أيام العطل الرسمية لشهرة حاتم الطائي، ومن جنسيات مختلفة أوروبيين وأمريكيين. ويجد السياح والزائرون من المملكة وخارجها مشقه بالغة؛ لوعورة وصعوبة الطريق الموصل لموقع قصر حاتم الطائي ومقبرته في قرية توارن، ويدونون مطالباتهم بتوفير البنية التحتية، التي تفتقر لها القرية، ومنها تعبيد الطريق الموصل للقصر، وإيجاد خدمة الهاتف المحمول، ويعدّ الموقع من أعلى معدلات الإقبال السياحي على المواقع السياحة والأثرية في المنطقة؛ لما يكتنز من إرث تاريخي، ومكونات طبيعية وجغرافية تجعل منه وجهة سياحية وأثرية نادرة. وكشف مدير عام الطرق والنقل في منطقة حائل، المهندس إبراهيم بن محمد السنتلي، أن تكلفة المشروعات المعتمدة لهذا العام في المنطقة بلغت 678 مليون ريال، ومنها طريق توارن بطول عشرة كيلومترات، تشمل المرحلة الثانية من طريق “حائل حفر الباطن السريع” بطول عشرة كيلومترات، والجزء المتبقي من طريق “حائل رفحاء” بطول ثلاثين كيلومتراً، وتقاطع الجامعة مع طريق “حائل الخطة”، وربط مطار حائل بطريق حائل المدينةالمنورة السريع بطول سبعة كيلومترات. كما تشمل طريق مشروع مياه حائل ببزاخة بطول سبعة كيلومترات، وطريق السبعان – العش بطول 15 كيلومتراً، وطريق “كرانيف – الدغيبجة” بطول ثمانية كيلومترات، واستكمال تقاطعي شارع الملك فيصل ودوار القربة، وزيادة تكاليف بعض المشروعات القائمة، وصيانة وقائية لطرق متفرقة بثلاثين مليون ريال، ودراسة وتصميم طرق جديدة. وأكد نائب مدير قطاع الآثار في حائل، عبدالرحمن الرشيدي، أنه تم استحداث ممرات وجلسات للزوار، بالإضافة لاستراحة في الموقع، وتم بناؤها على النمط العمراني القديم؛ حتى يكون إضافة للموقع. وبيّن عبدالرحمن الرشيدي أن تهيئة الموقع التي تمت تعدّ المرحلة الأولى، ويتبعها ربط موقع قصر حاتم الطائي بموقع النهايد السياحي، المزمع احتضانه لقرية الرالي فليج، ويجاور النهايد توارن من الجهة الغربية، ويبعد عنها مسافة قليلة، وسيمتد هذا الربط ليشمل مدينة جبة الأثرية، التي تحتضن آثاراً يعود تاريخها لقبل الميلاد بأكثر من ثلاثة آلاف سنة. الزميل الرمالي يشير إلى قبر حاتم الطائي (الشرق)