زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز إلى اليابان كشفت عن تقاربٍ واضح في الرؤى السياسية. الرياض وطوكيو تأسفان لفشل مؤتمر «جنيف- 2» وتحمّلان نظام بشار الأسد المسؤولية عن هذا الإخفاق وعن استمرار سفك دماء الأبرياء، وتدعمان، كما ورد في بيانهما المشترك، الالتزام بعملية سياسية سلمية وعاجلة تقوم على بيان جنيف الأول المتضمن إنشاء هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات كاملة.. أي أن البلدين يشتركان في القناعة بأنه لا مكان للأسد في سوريا المستقبل. زيارة ولي العهد عكست التقدم الملحوظ في العلاقة بين المملكة واليابان في مختلف المجالات، الاقتصادية والسياسية والثقافية والتعليمية وقضايا الشباب، ونية القيادتين تعميق هذه العلاقات. المسؤولون في اليابان بدوا مهتمين للغاية بتطور العلاقات مع المملكة، وهي نفس القناعة التي عبرت عنها القيادة السعودية. ولي العهد أكد أن مسيرة اليابان ملهمة لكثير من الدول في سعيها إلى التنمية والتقدم وأن السعوديين يشاركونه النظر إلى التجربة اليابانية باعتبارها مثيرة للإعجاب، مشدداً على تمني المملكة الخير لكل البشر وداعياً اليابانيين إلى الاقتراب أكثر من الثقافة الإسلامية والعربية. جامعة واسيدا، إحدى أعرق الجامعات اليابانية، منحت الدكتوراة الفخرية في الحقوق للأمير سلمان بن عبدالعزيز لمساهماته البارزة تجاه المملكة والعالم. الدكتوراة تُعد استكمالاً لعددٍ من الأوسمة وشهادات الدكتوراة الفخرية التي حصل عليها ولي العهد تقديراً لجهوده الحثيثة في خدمة شعبه وشعوب العالم، وفي إغاثة الفقراء ومنكوبي الكوارث الطبيعية.. وقد اعتبر الأمير سلمان هذه الشهادة تكريماً لشعب المملكة كافة. الزيارة الناجحة لولي العهد إلى اليابان أتت بعد أيام من زيارته إلى باكستان وُصِفَت ب «الاستثنائية»، وتعقبها زيارتان إلى الهند والمالديف استمراراً لنهج خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في التواصل مع قادة العالم في كل ما فيه مصلحة وخدمة شعب المملكة.