دعا النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز الجامعات السعودية إلى أن تحذوا حذو جامعة الملك سعود بالتقارب والتعاون العلمي، كل كلية فيما يخصها سواء كلية طب أو زراعة أو غيرهما، مشيراً إلى أن هذه من أحد الأسباب المطلوبة لتجميع الأفكار والاستفادة من تجارب الآخرين. وقال خلال رعايته المؤتمر الأول لكليات إدارة الأعمال في جامعات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أمس، الذي تنظمه كلية إدارة الأعمال في جامعة الملك سعود بقاعة الشيخ حمد الجاسر ويستمر يومين: «ليس غريباً على جامعة الملك سعود تنظيم مثل هذا المؤتمر بوصفها من أقدم الجامعات في المملكة العربية السعودية، وبحسب الاتجاه العام ومبادرة سيدي خادم الحرمين الشريفين فهذه قد تكون خطوة أولى». وأضاف «كما أن اجتماع هذه النخبة المتخصصة في مجال المال والأعمال ليؤكد أيضاً عمق التفاعل بين الجامعات بوصفها مصدر الفكر العلمي الأصيل وبين مؤسسات المال والأعمال بوصفها حقل التطبيق العلمي لقواعد ونظريات هذه العلوم». ولدى وصوله مقر الحفل، كان في استقباله أمير منطقة الرياض الأمير خالد بن بندر، ومحافظ الدرعية الأمير أحمد بن عبدالله بن عبدالرحمن، ونائب أمير الرياض الأمير تركي بن عبدالله، ومدير جامعة الملك سعود الدكتور بدران بن عبدالرحمن العمر، وعميد كلية إدارة الأعمال في جامعة الملك سعود رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الدكتور معدي بن محمد آل مذهب. ووصل في معية النائب الثاني، الأمير فيصل بن فهد بن مقرن بن عبدالعزيز. فيما بيّن عميد كلية إدارة الأعمال في جامعة الملك سعود الدكتور معدي بن محمد آل مذهب أن المؤتمر يسعى لتحقيق عدد من الأهداف منها توطيد أواصر التعاون والشراكة بين كليات إدارة الأعمال في دول مجلس التعاون، ومناقشة أهم التحديات التي تواجهها دول المجلس في مجال المال والأعمال، والتعرف على دور صناع القرار في مواجهتها، واستعراض واقع العملية التعليمية في كليات إدارة الأعمال ومقارنتها بأفضل التجارب العالمية الناجحة، بالإضافة إلى تبادل المعارف والخبرات والمستجدات العملية في مجال المال والأعمال. وأبان أن المؤتمر سيناقش تشجيع وتنمية إمكانية إجراء البحوث العملية المتخصصة، والإسهام في تحقيق المواءمة بين مخرجات التعليم لكليات إدارة الأعمال واحتياجات سوق العمل، ومواجهة التحديات المعاصرة في مجال المال والأعمال، وتطوير العملية التعليمية في كليات إدارة الأعمال، وبحوث علمية متخصصة في مجال المال والأعمال في دول مجلس التعاون تشمل قضايا تتعلق بمواضيع اقتصادية ومالية ومحاسبية وإدارية واستراتيجية. ولفت الدكتور آل مذهب إلى تقدم أكثر من 200 باحث وباحثة للمؤتمر قدموا 130 بحثاً منفرداً ومشتركاً، قُبِل منها في التحكيم المبدئي 40 بحثاً، ووقع الاختيار على مجموعة من البحوث التي لامست توجهات المؤتمر واهتماماته، واستوفت معايير التحكيم من قِبَل أساتذة مميزين في مجالات تخصصاتهم الاقتصادية والمالية والمحاسبية والإدارية والتعليمية والبحثية. وأشار إلى أن جلسات المؤتمر تضمنت جلسة خاصة بريادة الأعمال يشارك فيها مجموعة من رواد الأعمال من شباب الوطن وفتياته الذين سينقلون خبراتهم وتجاربهم للطلاب والطالبات، كما خصص المؤتمر وقتاً يعنى بالبحث العلمي وطرق النشر في المجالات العلمية المشهورة عالمياً. ودعا إلى تسهيل تنقل أعضاء هيئة التدريس والطلاب والباحثين بين الجامعات الخليجية بشكل أكثر مرونة مما تضمنته الأنظمة الحالية المعمول بها في الجامعات الخليجية، وأن يناقش ذلك على مستوى أعلى في قمم المجلس والاجتماعات الدورية لوزارات التعليم العالي في دول الخليج. إثر ذلك شاهد النائب الثاني والحضور عرضاً وثائقياً عن جامعة الملك سعود. ثم ألقى مدير جامعة الملك سعود الدكتور بدران بن عبدالرحمن العمر كلمة أوضح فيها أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للتقدم بالعلاقة بين دول مجلس التعاون الخليجي من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد رسالة تلقفتها الجامعة ورأت فيها فرصة للمشاركة في توثيق التقارب بين دول المجلس بالإسهام بدور ينسجم مع وظيفتها بوصفها مؤسسة أكاديمية علمية، فاتخذت قراراً بالانفتاح على جامعات دول المجلس لتأسيس تقارب علمي وعمل معرفي مشترك تبني به لدول المجلس قاعدة صلبة تتأسس عليها إنجازات معرفية متنوعة لا تنحصر في مجال الأعمال فحسب بل تتسع لكل أبواب العلم. وأكد الدكتور العمر أن الجامعة ممثلة في كلية إدارة الأعمال تتقدم بخطى واثقة، يدعمها في ذلك إعادة بناء الخطط الأكاديمية في هذه الكلية بما يتفق مع تحولات العصر وحاجات سوق العمل، واهتمام الجامعة بموضوع ريادة الأعمال بتأسيسها مركزاً خاصاً له هو مركز الأمير سلمان لريادة الأعمال، واعتمادها مادة دراسية ضمن الخطة الأكاديمية لطلاب السنة التحضيرية بمسمى ريادة الأعمال إيماناً من الجامعة بأهمية نشر ثقافة الاعتماد على النفس في تأسيس العمل لا البحث عنه لدى الآخرين، مشيراً إلى أن الجامعة حققت إنجازات جيدة على هذا الطريق لعل أبرزها إطلاق 14 شركة ناشئة أسسها شباب الوطن. إلى ذلك كرّم الأمير مقرن بن عبدالعزيز الجهات الراعية للحفل، وتسلم هديتين تذكاريتين بهذه المناسبة من مدير جامعة الملك سعود، ومن الجامعة. وفي استراحة قصيرة على جانب أعمال افتتاح المؤتمر، رحّب الأمير مقرن بعمداء كليات إدارة الأعمال في جامعات دول مجلس التعاون، متمنياً أن يحقق المؤتمر الأهداف التي وضعت من أجله. من جانبهم، عبّر عمداء كليات إدارة الأعمال في الجامعات الخليجية عن شكرهم له على رعايته وافتتاحه المؤتمر.