صدم الروائي مظاهر اللاجامي، في أمسية «كيف تكون روائياً؟»، الراغبين في تعلم كتابة الرواية ب «أن تعلُّم كتابتها خرافة وأكذوبة»، ورأى في توجه شعراء إلى كتابة الرواية «رغبة في الظهور الإعلامي الذي فقده الشعر لصالح الرواية»، معلناً عن عدم تعويله على الجائزة العالمية للرواية العربية «بوكر»، بعد أن رأى رواية بدرية البشر ضمن القائمة الطويلة. ونظمت «معزوفة حروف»، الأمسية التي استضافت فيها اللاجامي مساء أمس الأول في محافظة القطيف، وأدارها عبدالباري الدخيل. وامتلأت المقاعد بالحضور في الأمسية، وبينهم راغبون في معرفة كيفية كتابة رواية، وتم توجيه أكثر من سؤال إلى اللاجامي، حول كتابتها، فضلاً عن عنوان الأمسية، إلا أن إجابة الضيف صدمت كثيرين، حين أعلن أن «من توجه لتعلم كتابة الرواية أو القصة ليس روائياً وقاصاً»، وقال «ليس هناك صيغة منجزة ومحددة ونهائية لصناعة الروائي، بل الصحيح أنه لا يمكن صناعة روائي بنية مسبقة وهدف نهائي، الروائي هنا المفارق والمختلف لا ذاك الروائي الذي تدرب جيداً على صناعة الحدث والشخصية والحوار والحبكة السردية»، معتبراً «الروائي أشبه بظاهرة فوق طبيعية وفوق بشرية، لا يمكن أن نفهمها تماماً أو بعبارة أكثر وضوحاً، فهي ظاهرة لا يمكن أن تخضع للحتميات التاريخية التي يوهمنا بها بعض فلاسفة التاريخ». وشدد على «خرافة وأكذوبة الدورات التعليمية التي تنضوي تحت عنوان دورة في أساسيات كتابة الرواية أو القصة أو القصيدة». وقال إن ما يحدث من توجه للرواية من قبل شعراء في السنوات الأخيرة، بدأ مع رواية «بنات الرياض»، التي حظيت بشهرة ومتابعة إعلامية، انعكست فيما بعد على الأعمال الروائية، وفي الوقت ذاته سحبت البساط من تحت الشعراء والشعر. وأضاف: هوس الشعراء بالرواية لما لها من حضور إعلامي كبير، وسعي شعراء للظهور عبر الرواية. وفي تعليقه على جائزة الرواية العالمية العربية «بوكر»، أوضح «حين رأيت رواية للكاتبة بدرية البشر ضمن القائمة الطويلة في الجائزة، سقطت بوكر بالنسبة لي، ولن أعول عليها»، في إشارة إلى أن الجائزة لا تتعامل مع المنجز الروائي الحقيقي. ورأى أن الجيل الجديد ولد في إحباطات سياسية واجتماعية، وهروب المثقف من الهيمنة الدينية، مضيفاً أن ذلك ما انعكس على رواية «الدكة»، موضحاً أن كل شخصية فيها تمثل شريحة، ربما يكون لها حضور واسع أو قليل، بحسب طبيعة المجتمع، إضافة إلى عدم إمكانية فرض شخصية لم توجد في الظرف الاجتماعي، مشدداً على أن الرواية محاولة لقراءة المجتمع، وكل شخصية تمثل رؤية الكاتب تجاهه، ولكن لا يمكن اختزال المجتمعات في رواية واحدة. وأوضح أن الرواية ليست توثيقاً للمجتمع، وإنما لابد من إقامة مرجعية في الرواية مع الواقع. واشترط في كتابة الرواية «التخلص من القيود الاجتماعية»، موضحاً: لو وضعتها أمامي لوصلت إلى مرحلة عدم الكتابة، وبخاصة أن كل عمل وفكرة لها معارض في المجتمع، وأن تحطيم القيود يعتمد على الكاتب وتواصله مع المجتمع، ضمن معادلة «الربح، الخسارة» الاجتماعية. ويرفض اللاجامي انتشار العمل الروائي لأسباب خارجة عن العمل ذاته، مشيراً إلى أن روايته «بين علامتي تنصيص»، منعت من وزارتي الإعلام في البحرين والمملكة، ما أكسبها شهرة وترويجاً، وقال: أفضل أن تنتشر لما تطرحه الرواية وليس لعامل خارجي عنها.