طالبت حركة طالبان الباكستانية أمس بالإفراج عن معتقليها وسحب القوات المسلحة من معاقلها في المناطق القبلية من أجل المضي قدماً في محادثات السلام مع حكومة إسلام آباد. وهذه الشروط تبدو غير واقعية بالنسبة للسلطات الباكستانية التي سبق أن رفضت السنة الماضية الرضوخ لمثل هذه المطالب من المتمردين الإسلاميين. وتأتي هذه المطالب فيما أدّى هجوم انتحاري إلى مقتل أربع نساء قرب بيشاور (شمال-غرب) وبعد لقاء عقد في نهاية الأسبوع بين فريق مفاوضي طالبان، والقيادة المركزية لحركة طالبان الباكستانية، التجمع الذي يضم فصائل إسلامية مسلحة في وزيرستان الشمالية المنطقة القبلية الواقعة قرب الحدود الأفغانية. وعاد المفاوضون قبل ظهر أمس إلى العاصمة إسلام آباد على متن مروحية تابعة للسلطات الباكستانية التي أثارت مفاجأة كبرى في نهاية يناير بإعلانها إطلاق عملية السلام مع طالبان بعد سلسلة هجمات دامية. وخلال هذا اللقاء أبلغ المتمردون مفاوضيهم أن انسحاب القوات المسلحة من المناطق القبلية والإفراج عن آلاف السجناء يشكل «اختباراً» للمضي قدماً في محادثات السلام التي بدأت الخميس الماضي كما قال قيادي من طالبان. وأكد المسؤول «أنها الجولة الأولى من المحادثات حالياً، وسيلتقي فريقنا المفاوض نظراءه من الحكومة لكي يبلغهم بمطالبنا، ثم سيعودون إلينا مع رد» من السلطات. وقام مفاوضو طالبان أيضاً بنقل المطالب التي عبرت عنها الحكومة الأسبوع الماضي إلى المتمردين، وبينها وقف العنف خلال فترة المفاوضات وإدراج المفاوضات ضمن إطار الدستور.