آل مشعل: نشر الصور والمقاطع الفاضحةانحراف سلوكي القعود: هذه الظواهر تعتبر شذوذاً حتى عند أهل الكفر القراش: الإهمال وضعف المتابعة والحرمان العاطفي وراء الظاهرة انتشرت مؤخرا في أوساط الفتيات مظاهر «تفسخ أخلاقي» ينم عن خلل في «التربية» كشفتها مقاطع التقنية الحديثة، فأصبحنا نرى ونسمع عن فتيات يظهرن في صور فاضحة في معاقل «التربية» تعكس تدهوراً في السلوك العام، والأدهى والأمر أن الفتاة هي من توثق صورها وتحتفظ بها وتستعرض قائمة فضائحها في حرم الجامعة دون حياء بل قد يصل في بعض الأحيان أن توزع الفتاة صورها في أوساط الفتيات وبثها بلا وعي عن طريق الوسائط الرقمية التي تسهل انتشارها في ظل غياب الموجه التربوي. «الشرق» فتحت هذا الملف الدخيل والخطير على المجتمع واستنطقت عددا من المختصين فكانت المحصلة التالية: ترويج المحرم مشعل آل علي أكد الدكتور مشعل آل علي رئيس لجنة حقوق الإنسان والعرائض في مجلس الشورى أن نشر الصور والمقاطع الفاضحة بأي أسلوب وبأي وسيلة يعد انحرافا سلوكيا في شخصية من يروج المحرم ويتلذذ به وقال «ربما يسمى ذلك مرضا نفسيا فالإنسان حينما يفعل مثل هذه التصرفات المشينة ويستمتع بنشرها فقد أسقط آدميته وحصانته، وأن الإنسان مايزال في مأمن ما لم يتعد حد غيره أما وقد الحاجز الذي جعله محترما فسيجعله ممتهنا ومن يروج لهذه الأفعال سيقع لا محالة تحت طائلة المساءلة القانونية مؤكدا أن هناك عقوبات رادعة لمثل هؤلاء الناس فأهل الخير والصالحون من الأمة وجهات الاختصاص سيحاربون مثل هذه التجاوزات بلا هوادة. « وأضاف «إن نشر المقاطع الفاضحة والصور المشينة من فعل المنكرات» موضحا أن كل الأمة معافى إلا المجاهرون الذين يهيجون مشاعر الناس على الفتن ويفعلون المنكرات بلا حياء ولا أدب ولا احترام. خدش الحياء ويتابع آل علي قائلاً «حتى القوانين الوضعية تجعل خدش الحياء العام ممنوعا أوأن يفعل الإنسان شيئا يجرح حياء الناس بالطرقات أو الشوارع أو في الأماكن العامة فما بالك بالمسلم الذي يصدر مثل هذه السلوكيات المنحرفة ويسعى إلى نشرها» مؤكداً أن نشر الصور ليست بالأمر السهل كما ينظر إليه بعض الناس فهي نشر للرذيلة والفضيحة مبيناً أن القضية تشتمل على خطأين الأول إما أن يكون متعديا وهو الحقيقة التي لا يعفى فيها الإنسان من تحمل المسؤولية ويكون عرضة للعقاب أو أن يكون خطأ قاصرا على الإنسان نفسه فيكون الأمر بينه وبين ربه فيلجأ إلى الله بالاستغفار إذا لم يؤذ أحدا قبل نشره وأما إذا انتشر الأمر بظنه أنه سهل فبالكلمة يدخل الإنسان في الإسلام وتطلق المرأة وفيها يفرق الجماعة وفيها يؤذى المجتمع وتحطم آمال عظام وفيها يرفع الفأل. مستطردا بقوله «إن المؤمن مرتبط برباط غليظ ليس مكتوبا ارتباطا أدبيا واقعيا سماه الله ميثاقا غليظا وأن المسلم الآدمي حين يحترم نفسه ويكون محترما في ذاته يجبر الناس على احترامه أما إذا ما أزال الاحترام عن نفسه أصبح ممتهنا .» أمر خطير وأوضح آل علي أن اكتشاف مثل هذه التجاوزات أمر خطير وعمل مشين يوصف من يمارسه بأبشع الصور وأقذع العبارات لأنه يؤسس لإشكالية عندما تقع في مجتمعنا فسيكون أمر أخراجها صعبا جدا مضيفا «نحن ننظر للأمة أنها مشتملة على الصغار والكبار والشباب والمراهقين الذين يتأثرون بمثل هذه الأمور» مبينا أن من ينشرها يوما من الأيام سيكون أبا أو أما وله وضعه وسيعض أصابع الندم على تصرفاته لذلك أصبح لزاما على الجميع محاربة هذه السلوكيات المنحرفة بشتى الوسائل وكافة الطرق . الاتجار بالبشر وطالب آل علي العقلاء والخيرين والشباب ممن عندهم اليقظة بمحاربة انتشار هذه الظاهرة وقال»حتى ولو كانت لمجرد الاستمتاع والفرجة فهي من المشاهدات المحرمة لأن الإنسان حينما يجعل نفسه سلعة وقد كرمه الله» مشيرا أن القوانين ترفض الاتجار بالبشر متسائلا :»ما بالك بأن يجعل الإنسان نفسه أداة رخيصة لاستمتاع الساقطين ومن لا يعلم قيمة هذا الأمر فلينظر عاقبته.» مستنكراً تصرف من تنشر صورها من الفتيات على مواقع الشبكة العنكبوتية ومن خلال وسائط الاتصالات بقوله :»كيف ترضى امرأة حرة أن يرى الناس ما النفس الأبية أمرت بحمايته ورعايته والمحافظة عليه ؟ كيف تحس عندما تكون عجوزا أو امرأة بملازمة هذه الوصمة السوداء مدى حياتها ملقيا باللائمة على من ينقلها وينشرها أو من يستمتع ويتلذذ بمثل هذه الصور الفاضحة والعياذ بالله.» استشعار المسؤولية وذكر آل مشعل أن على أولياء أمور الفتيات استشعار المسؤولية تجاه بناتهم وعدم ترك الحبل على الغارب بدون رعاية ومراقبة موضحا أن على الآباء إعطاء بناتهم وزوجاتهم الحب والحنان والرحمة وأن يحتووهم قبل أن يحتويهم غيرهم وأن يأخذوا أمورهم بالرأفة مشيراً إلى أن الدين واضح فيما يتعلق بحقوق المرأة والطفل وكافة الفئات العمرية . وأضاف «ننادي بألا يكون هنالك عنف ضد المرأة أو أذى ضد الأطفال ولابد أن يكون هنالك تراحم وتواد وإعطاء المرأة حقها وكذلك الطفل والتعاون على الخير ونشر الفضيلة ومحاربة الرذيلة بالألسن وبالكلام الجميل الذي لا يصل إلى درجة التعنيف فإنما باللطف واللين مؤكدا ضرورة محاصرة هذه القضايا إعلاميا بأسلوب يظهرها بأنها من العيوب التي يجب محاربتها عند ذلك سينحسر هذا العمل الشيطاني وأن هذه الأمور وإن حدثت فستكون في نطاق ضيق وتحت السيطرة.» مبينا أن المنكرات تنتشر بطبيعتها لأن الله عز وجل جعل الشيطان يستفز من عباده من يقدر عليهم . صورة شخصية وقال المستشار القانوني محمد المزين «إن توثيق الإنسان لصوره الشخصية بغرض الذكرى أمر جميل بحيث يرجع لها في أوقات معينة للاستمتاع بهذه اللحظات الجميلة في حياته و لكن الإشكالية تكمن في عدم سرية هذه الصور لافتا إلى أن الإنسان لابد أن يكون حذرا في هذه المسألة ويعتاد أن يحتاط على الأشياء الثمينة.» مشيرا أن أكثر الأشياء الثمينة هي «عرض الإنسان» . الحيطة والحذر وأضاف المزين» لا أرى أن الاحتفاظ بالصور وبخاصة صور الفتيات والنساء في أجهزة الجوال أو الحواسيب الشخصية أمرا صحيا فقد ثبت علميا وتقنيا أن هذه الصور بالإمكان سحبها عن طريق ضعاف النفوس والأخلاق وتصبح أدوات ابتزاز في أيدي الساقطين أخلاقيا وسلوكيا «مشيرا في الوقت ذاته أنه لابد على الفتيات أخذ الحيطة والحذر في هذا الجانب . عقوبات رادعة وعن انتشار الصور الفاضحة في بعض الحالات في حرم الجامعات أو الكليات أو المدارس قال «إن هناك لوائح وأنظمة تنظم علاقة الطالبة بالجامعة أو أي مؤسسة تربوية تنتمي إليها وهناك عقوبات رادعة تطبق بحق من يثبت تورطها في نشر تلك الصور.» مبينا أن العقوبة في مثل هذه الحالات إذا ما ثبت فعلا تؤدي إلى درجة الفصل لمن يمارس مثل هذه التصرفات المشينة والدخيلة على مجتمعنا . وأضاف «إذا ثبت شرعا أن الطالبة تروج لهذه المقاطع الفاضحة في حرم الجامعة وانتقال هذه الصور خارج الحرم الجامعي وأنها صور حقيقية وليست «مفبركة» وأن الطالبة نشرت صورها بدواعي الإغراء فهذا بحد ذاته مدعاة لمحاكمتها شرعا ونظاما استنادا للأدلة التي وثقت بها الحالة . « إثباتات شرعية وأضاف المزين أن مقاضاة الفتاة تحتاج إلى أدلة وإثباتات شرعية وليست فقط إثباتات إعلامية لا تستند إلى شهود تتوفر فيهم عناصر الصدق والنزاهة وحسن الخلق مشيرا إلى أن الثبوت الشرعي يختلف اختلافا تاما عن مجرد الاتهامات أو الظنون موضحا أنه ليس كل شخص يشهد ستقبل شهادته فلابد من اكتمال أركان الشهادة الشرعية مؤكدا أن الثبوت الشرعي له معنى دقيق يجب الأخذ به . مخالفة للفطرة
حسن القعود وأوضح الشيخ حسن القعود أن مثل هذه الظواهر والمظاهر تدعو للأسف وتعتبر شذوذا حتى عند أهل الكفر لانها مخالفة لفطرة الإنسان والمسار الطبيعي للحياة فكيف بأهل الإسلام وأهل الإيمان داعيا إلى أن يكون عند كل غيور في هذه البلاد المبادرة لمعالجة هذه القضية وإنكارها كلا بمقدرته وإمكاناته وتخصصه حتى نصل للحل الذي يعالج مكامن الخلل مبينا أن المسألة خطيرة جدا ومؤلمة في ذات الوقت . وأضاف القعود «أرسل عدة رسائل الأولى للمجتمع اجمع بأن يتقوا الله فيما استرعاهم عليه امتثالا لحديث الرسول عليه الصلاة والسلام» كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته»» متسائلا «كيف تخرج هذه التصرفات من بيت خير وعلم يدين بالإسلام ويلتزم بتعاليمه» لافتا إلى وجوب إبعاد الآباء كل ما يثير الشهوات عن محيط أسرهم مضيفا أن المسؤولية على الجميع فلا بد أن يقف المجتمع في وجه هذه التصرفات ونحيي في أنفسنا شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لافتا أن مناقشة القضية من خلال عقد المؤتمرات ومشاركة أهل العلم والأطباء النفسيين والمعلمين سيسهم في حل هذه المشكلة . الوازع الديني عبد الرحمن القراش و ذكر عضو برنامج الأمان الأسري الوطني المستشار عبد الرحمن القراش أن ضعف الوازع الديني أهم سبب للأقدام على مثل هذه الممارسات ويعقبه إهمال الوالدين وضعف متابعتهم لأبنائهم وكذلك الحرمان العاطفي الأسري وسوء البيئة المدرسية والمجتمعية التي تعيش فيها الفتاة مبينا أنها كلها أسباب تدعو لجرأة الفتاة على فعل هذه الممارسات المنحرفة.وأضاف القراش «إن كثيرا من التساؤلات ترده من الآباء والأمهات من عدم اهتمام أبنائهم وبناتهم بالأجواء الأسرية وانطوائهم واكتشافهم لمصائب خلف تلك الانطواءات .»مشيراً إلى أن فقد الحنان الأسري يبدأ بعدم الانسجام والحوار داخل البيت فتجد البنت مضطهدة من قبل والديها بأعمال البيت وكأنها خادمة منزلية ولا تجد لا جزاء ولا شكورا ولا حتى كلمة طيبة ثم تجد بالمقابل الاهتمام الكامل بالأولاد فتلجأ الفتاة إلى أول طارق لقلبها بالكلمات المعسولة وهي في قرارة نفسها تعلم بأن ذلك خطأ ومصيبة وربما جلب لأهلها العار ولكن لسان حالها يقول (أنتم السبب في عدم اهتمامكم بي!! تصوير: يارا زياد