استهوى بيت باعشن التاريخي مرتادي مهرجان المنطقة التاريخية في نسخته الأولى التي اختتمت فعالياتها بعروس البحر الأحمر بعد أن استمرت عشرة أيام وتجاوز مرتادوها ال 200 ألف زائر من مختلف شرائح المجتمع حيث يصل عمر هذا البيت العتيق الأثري لأكثر من 200 عام كأعرق بيوت جدة القديمة وكان إلى جانب أنه منزل لعائلة آل باعشن التجارية ملتقىً علمياً واجتماعياً فيه تعقد الأمسيات وتدار الحوارات بين كبار أعيان جدة وتحت رياشينه «الخشبية» ينصب مركاز العمدة وحوله يلهو أطفال حارات المنطقة التاريخية كالشام والمظلوم واليمن والبحر، التي كان جميعها بدائياً من صنع أيديهم. ودعا عميد عائلة آل باعشن الشيخ عبود بن أبوبكر باعشن إلى ضرورة رعاية مثل هذا الإرث التاريخي وتقديمه إلى الأجيال الحالية وربطهم بماضي الآباء والأجداد وتبيان ما كانت تعيشه المنطقة التاريخية في الماضي ككرنفال من خلال حارتها المصطفة على جنباتها الدككاين وفي شوارها يجلب «السقا» الماء العذب للأهالي بزفته التي يحملها على ظهره إلى جانب بقية الحرف التي اشتهرت بها المنطقة من نجارة وصباغة وبناء ومعدي المأكولات الشعبية مثل الفول والشريك والمخللاتي والألعاب القديمة مثل الكبت والمدوار. وأكد أن بيت باعشن لعب دوراً في دفع الحركة الثقافية في المملكة من خلال إهدائه لمجموعة من المخطوطات والوثائق القديمة ومكتبة ضخمة تضم كتباً تاريخية وعلمية وشرعية قيمة وقد تم إهداؤها لدارة الملك عبدالعزيز وخصص موقع بالبيت كمعرض لموسوعة تاريخ مدينة جدة للأديب عبدالقدوس الأنصاري لافتاً إلى مجالس البيت المحتوية على آيات قرآنية كريمة بخط الشيخ محمد طاهر كردي خطاط مصحف مكةالمكرمة رحمه الله والشيخ أسعد محمد سعيد حبال -رحمه الله- وقد أسس الشيخ علي بن عبدالله باعشن رئيس الجالية التجارية بجدة أول منزل أيام الدولة العثمانية عام1250ه وسكنه آن ذاك والي جدة. وقال: يوجد في داخل بيت باعشن التاريخي الذي سجل به حلقات عن الصحابة لقناة اقرأ وبرنامج النجوم عام 1433ه وابن البلد للتليفزيون السعودي عام 1434ه «البيت الغربي الشمالي» الذي تجاوز عمره أكثر من 150 عاماً في حين أن البيت «القبلي الشمالي أقدم منه بسنوات عديدة مازال كلاهما يحظى بتراث عريق من صور ومخطوطات وصناعات يدوية فاخرة، التي تأسر عديدا من الزوار ومحبي التراث التاريخي وهو بلا شك يعكس صورة جميلة ورائعة عن مدينة جدة التاريخية إلى جانب ما يشتمل عليه بيت باعشن التاريخي من متحفين للعملات والطوابع البريدية القديمة ومصلى يعرف ب «الخارجة» تقام فيه صلاة التراويح منذ أكثر من 100 عام فضلاً عن كراسٍ قديمة تميز بها بعض أفراد باعشن حيث كانت تكتب أسماءهم عليها ويميز طوابق البيت الثلاثة الأخرى بأنها سكينة ويعلوها السطح وتتصف طوابقه بالتصميم التراثي القديم مثل الطيرمة والخزانات وبعض ما يحتويه البيت القديم من تراثيات. من جانبها نوهت الأديبة مها بنت عبود باعشن بأن الآمال معقودة على مشروع الملك عبد الله للتراث الحضاري للمملكة الذي اعتمده مجلس الوزراء مؤخراً الذي تبناه خادم الحرمين الشريفين والذي يعد إعلانا لمرحلة تاريخية جديدة يتم فيها إعادة تشكيل الصورة الكاملة للتراث الوطني ليكون جزءا من التاريخ المعاش يتفاعل من خلاله المواطنون مع مواقع التراث ويستلهموا هذه الوحدة المباركة والملحمة التاريخية التي شارك فيها أجدادنا وآباؤنا جميعا.