مهما كتب عن النوم فهو قليل وليس من أحد أحاط به علما، بل كل يوم يكتشف الجديد عن هذه الظاهرة المحيرة. وفي القرآن في سورة الروم يأتي ذكر النوم أنه آية (ومن آياته منامكم بالليل والنهار). في القرآن يأتي النوم ومعه المنام في قصة رجلين متناقضين حاكم مصر وإبراهيم سيد الأنبياء. فأما الأول فرؤيته كانت حقا ولكن بحاجة لمفسر. وأما الثانية فكانت حقا وجاء تأويلها في كبش عظيم. فهذا هو أول عجائب النوم ال7. اختراق عالم جديد غير العالم الفيزيائي البيولوجي النفسي الذي نحياه كل يوم. إنه بعد جديد لا يمكننا فهمه تماما. أما أعجوبة النوم الثانية فهو لماذا ننام بالأصل؟ لقد حاول عديد فهم هذه الظاهرة التي هي للكائنات الحية في معظمها. فالقطط تنام وتحلم وكذلك الكلاب ولكن ليس من تفسير لماذا ينام الوطواط والحجل وسمك القرش والحصان ثم الإنسان؟. قال بعضهم في التفسير إن الكم الهائل من المعلومات الذي يلتقطه الدماغ يحتاج إلى (ديليت DELETE) أي رمي أشياء كثيرة لا قيمة لها، وليس من مبرر لحشو الذاكرة بكل شيء بل المهم فقط هكذا يقولون. ولكن الأبحاث العصبية التي تبرز للسطح من حين لآخر تقول إن كل شيء فعلوه في الزبر وليس ثمة مسح بل هي معلومات مخزنة في كتاب. أعجوبة الدماغ الثالثة في النوم أنه لا ينام بل يقوم بغزوات إلى عوالم. تم دراسة الإنسان في حالة النوم فعرفوا أنه يمر في أطياف وطبقات وأدوار وفي وقت معين لاحظوا أمرا غريبا هو رأرأة سريعة دورانية للعين سموها (ريم = REM) هي ثلاثة أحرف ترمز لثلاث كلمات حركات العين السريعة. ومن الغريب أنه وفي هذه النقطة بالذات يبدأ الإنسان في رؤية الأحلام فيغوص إلى عالم سحري دفع المتصوفة إلى القول إن شعورنا في المنام لا يختلف عن الواقع، وبالتالي فالحياة كلها أشبه بمنام طويل فإذا متنا استيقظنا؟ والحقيقة الرابعة في النوم هي أننا ننام ليس سوية ودفعة واحدة ومستمرة بل النوم هو دورات تتراوح بين أربع وست دورات، كل دورة تمتد لفترة تسعين دقيقة. وكل دورة تبدأ وتتقسم إلى أربع مستويات. في الدفعة الأولى نغرق جدا ونشخر وهو أعمق النوم. وفي الجولة الثانية تكون أكثر سطحية وهكذا حتى نخرج من الرابعة، وتكون بذلك قد أشبع الدماغ وارتاح وقد يأخذ جولة أخرى، ولكنه يكون قد قاد الدماغ إلى الحالة السوية. أيضا في هذه الجولات اكتشف العلم أن كل دورة هي بدورها مكونة من أربع طبقات يغطس فيها الإنسان إلى عمق أشبه بأعماق المحيطات. كذلك عرف العلم أن كل جولة يخرج منها الإنسان يتشكل المنام في نهاية الجولة. وهنا ينقسم البشر إلى أنواع، منهم من يخرج من تحت السطح إلى الوعي، فيتذكر المنام، ومنهم من يرجع فيغطس فلا يتذكر في الصباح إلا القليل، ولكنه قد رأى كما رأى الآخر تماما سوى أنه لا يتذكر.