يرغب ماجد في أن يرسم البسمة على شفاه الكبار والصغار من خلال «الناس الطيبين»، وهؤلاء الناس ليسوا سوى ذاكرة للمجتمع، فهم ليسوا مجرد أشخاص يوصفون بهذه الصفة، بل هي ذاكرة لكل شيء قديم. انطلقت هذه الفكرة لدى ماجد الغامدي منذ 22 سنة حين أصبح مهتماً بجمع كل ما هو قديم والاحتفاظ به، وشيئاً فشيئاً أصبحت هذه الفكرة لديه هاجساً، وتركزت عنده الفكرة حتى قرر أن يُنشئ متحفاً ليسميه «متحف الطيبين». يقول ماجد ل «الشرق» عن سبب سميته بهذا الاسم: لأن الناس يطلقون على كل شيء قديم جميل «راحوا الطيبين» أو هذا «زمن الطيبين»؛ فأسست متحفاً بهذا الاسم. «الشرق» قامت بزيارة لجناح متحف الطيبين في قيصرية الراشد ضمن مهرجان الخبر السياحي. وقال الغامدي: إن فكرة البداية انطلقت كهواية منذ 22 سنة، ومازلت أجمع مثل هذه المقتنيات حتى يومنا الحاضر، مضيفاً أنه كان يجمع ما تُحفظ فيه الحلويات والمشروبات من علب وقراطيس، ثم تطورت الفكرة وأصبح يجمع الألعاب والأدوات والأجهزة إلى أصبح لديه مجموعة من علب المشروبات وما تُحفظ فيه الحلويات والمأكولات، وكاميرات وأجهزة راديو وتليفزيون وقرطاسيات وأدوات كهربائية. وأضاف: يوجد لدي أيضاً مقتنيات قديمة مثل مصحف عمره 400 سنه كُتب بخط اليد، وما يقرب من ستة آلاف قطعة متنوعة وفريدة، منها ما هو صغير الحجم ومنها ما هو كبير الحجم كثلاجات البيبسي التي صُنعت في بداية الثمانينيات ميلادياً، وبعض الأرفف القديمة. ويتابع الغامدي قائلاً: يوجد هناك مزادات تقام في صالات خاصة بمدينة الظهران كل يوم أحد وثلاثاء مثل مزاد العديني وأبو ردحة، يُعرض فيها كثير من هذه المقتنيات، ويتم الشراء والبيع فيها والمقايضة. وقال الغامدي: لدي مجموعة أصدقاء هوايتهم تجميع مثل تلك المقتنيات الأثرية في أنحاء المملكة، فيتم التواصل معهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمعرفة المعروض وتبادل الخبرات والمنافع، وبعض المقتنيات، وكذلك مع المهتمين بمثل هذه الهواية في دول الخليج العربي. كما يمتد التواصل مع أشخاص كثيرين في العالم كأمريكا وبريطانيا وكندا؛ لإحضار ما يحتاجه من أدوات وأجهزة قديمة التي لا تتوفر في المنطقة بسبب انقطاعها مثل الكاميرات والأجهزة والهواتف. وفي مجال شبكات التواصل الاجتماعي؛ فهناك مواقع ومنتديات تهتم بمثل هذه المقتنيات التراثية، ويتم عرض مقتنيات وأجهزة وأدوات قديمة، وتحظى بإقبال جيد من قبل المهتمين. وعن الفئات المستهدفة بمتحفه ذكر الغامدي أن جميع المقتنيات القديمة في متحفه تستهدف فئة معينة من المواطنين مَن هم ما بين 20 إلى 50 سنة؛ لتذكريهم بطفولتهم وأياماً قضوها في السابق، لافتاً إلى أن متحفه الأساسي يقع في استراحة العزيزية، ويحضر له أعداد كبيرة من الزائرين، وكلما جاء زوار من داخل المملكة وخارجها لابد من زيارة المتحف من بينهم زوار أوروبيين من ألمانيا والتشيك وأمريكا. وعن مشاركته في مهرجان الخبر السياحي الذي انتهى قبل عدة أيام قال: لاحظت مدى الإقبال المتزايد من الجمهور، واندهاشهم وفرحهم بمثل هذه المعروضات من مقتنيات كانوا يتعايشون معها باستمرار وفي حياتهم اليومية ومراحل نموهم، ما دفعني للمشاركة في هذا المهرجان على الرغم من أن زوار متحفي لا ينقطعون. لافتا إلى أن انطباعات الزوار أثناء مشاهدتهم مقتنيات المتحف كان أبرزها لحظات الحنين التي انتابت بعضهم لدرجة خنقتهم العبرة، أما أكثر ما يلفت الزوار داخل المتحف فهو الكاميرا المشابهة لشعار برنامج الانستغرام، الذي هو أساسا مقتبس منها. ويضيف: أتمنى أن تكون لي مشاركات مستمرة في المهرجانات والفعاليات والمعارض التي تقيمها مدينتي الخبر، فأنا أحمل من المقتنيات القديمة ما يجذب الجمهور، وهناك تفاعل كبير شهدته من الجمهور في مهرجان الخبر السياحي وصل إلى شبكات التواصل الاجتماعي. متمنياً من هيئة السياحة والآثار منحه التراخيص اللازمة؛ ليشارك مثل هذه الفعاليات بشكل دائم.