بعد مقالتي “نجران وإي سي ميلان”، تحدث عنها بعض العاملين في ذلك المهرجان بشكل يوحي بأنهم لم يستشعروا بيئة الإصلاح التي يصنعها خادم الحرمين حفظه الله، والتي تُبيح نقد الأعمال وإدراك المسؤولية العامة. والبعض تحدث بشكل يظهر بعض احتكار الوطنية الواهم والمغشوش. وفي أمس الأول تحدث المسؤول الأول عن تنظيم المهرجان في تقرير صحفي نشرته الزميلة “عكاظ”، وكان تصريحه دليلاً على أن نتائج هذه الفعالية هي مجرد تلاعب لغوي، وأنها خالية الوفاض من النجاح المأمول لمهرجان مدعوم. لقد تحدث “حسين العبدالوهاب” عن الازدهار الاقتصادي باعتبار مجموعة السيارات المستأجرة وعدة غرف فندقية سبباً في ذلك. وتحدث أن نجران اشتهرت عالمياً، بسبب ميلان، ولا أعلم لماذا تصبح الشهرة هنا مهمة بوصفها دعاية من فريق إيطالي رياضي! ما يُضجر ويستحق التوقف، هو ما ذكره مُنظم مهرجان حديقة إي سي ميلان عن أن المهرجان ربّى الأطفال وأعاد ترتيب سلوكياتهم، بل إنه يقول إن الأطفال تعلموا في الفعاليات ما لم يتعلموه في المدارس. وإني أتساءل بعد هذا التصريح: كيف يُربي هذا المهرجان سلوكيات أطفالنا خلال عشرة أيام باهتة، بما لم تفعله مدارسنا وتعليمنا، بل وما تفعله بيوتنا ومجالسنا؟! إذا أُقيم مهرجان، ودُعم مالياً، فإننا ننتظر منه عوائد على المنطقة، وإذا فشل في تحقيق ما وعد به سننتقده ونُكثر، حتى يعرف من يُنظم مهرجانا رياضيا أن أي فريق إيطالي يأتي إلينا، لا نحتاجه أن يُربي أولادنا في ملعب كرة بالوني، بل أن يأتي فعلاً بنجومه العالميين، ونُريهم عالمية الأخدود. هكذا تُعرّف بنجران!