زاد الإقبال على ورش العمل التوعوية في مجال الوقاية من التحرّش الجنسي بالأطفال، في كل من القطيف والدمام والأحساء، وذلك بعد انتشار مقطع فيديو لأحد الشبان يغافل طفلة لم تتجاوز سن الثامنة ويتحرّش بها من خلال رفع زيّها المدرسي أثناء وقوفها عند أحد المصاعد. وتقول مختصة حقوق الطفل نداء آل سيف ل«الشرق» إنَّ الإقبال على تنظيم الورش الوقائية من التحرّش الجنسي بالأطفال زاد بشكلٍ لافت بعد انتشار مقطع فيديو مغافلة أحد الشباب طفلة عند أحد المصاعد عبر وسائل التواصل الاجتماعي «واتسآب»، خوفاً من تكرارها مع أطفالهم، مع أن هذه الورش كانت تنظم مرة كل ثلاثة أشهر أو أكثر ولم نجد إقبالاً عليها كما يحدث اليوم؛ بل إن بعض الأمهات خلال الأربع سنوات الماضية كن مستاءات من هذه الورش التوعوية على ظن منهن أنها تفتح مدارك الأطفال على محظور اجتماعي لا يجب معرفته. وأوضحت أن المجتمع لا يفكر بالعلاج إلا بعد المشكلة بينما طرق الوقاية قد تكون متاحة وفي أيدينا .على الرغم من تقديمي دورة ( كيف أحمي نفسي) لأربع سنوات متتالية إلا أنني لم أجد عليها هذا الطلب كما أجده اليوم، وبمشاركة 273 طفلاً وطفلة ويكفي أن نعرف أن هذا الرقم تحقق خلال خمسة أيام؛ لنؤمن أن ربَّ ضارة (نافعة) جداً». وتشير إلى أنّها نفذت حتى الآن خمس ورش توعوية خاصة بالأطفال من عمر 4-12 عاماً، وفي فترة زمنية متقاربة جداً، وفي اليوم الواحد أقيمت ورشتان، موضحةً أن تقديم خمس ورش خلال أسبوع واحد دليل على أن المجتمع بدأ يدرك أن هناك مشكلة تحتاج لحلٍّ فوري. وتتابع «هدفنا خلال الورش هو التعريف بمفهوم الاعتداء وأنواعه، مع التركيز على الاعتداء الجنسي كأهم المحاور، ومن هو المعتدي، وأين يوجد، والطرق التي يلجأ إليها المعتدون، وكيف أفرق بين النظرة والكلمة واللمسة الإيجابية والسلبية، والسر السيئ والآخر الجيَّد، وكيف أتصرف عند محاولة التحرّش، والحيل الثلاث، وفي مرحلة الفئة العمرية الأكبر من 9 – 12 عاماً تركز الورش على الشبكة العنكبوتية «الإنترنت»، ووسائل التواصل الاجتماعي، وكيف يمكن الوقاية من التحرّش من خلالها وطرق الاستخدام الآمن، وماذا أفعل لو حصل لي موقف، وإلى من ألجأ، مع التشديد بضرورة إخبار الأم والأب أو شخص أثق به. وأضافت آل سيف أنّ الآباء والأمهات بإمكانهم التعرف على طفلهم إذا ما تعرض للاعتداء الجنسي أم لا من خلال عدة علامات ودلائل نفسية وبدنية منها التبول، والخوف، والتعلق بالوالدين، تغيير سلوكيات الطفل، والأحلام المزعجة، والعصبية، وفي الحالات الأصعب رؤية دم على ملابس الطفل، أو الصعوبة في المشي. ولفتت إلى أنَّ الورش كشفت عن تعرض بعض الأطفال الموجودين إلى تحرّش جنسي معظمها من الأقارب والسائقين والخدم، انحصرت في لمس الأعضاء التناسلية أو اللعب بها، مشيرةً إلى أنها تلجأ إلى أخبار الأم مباشرة بِمَ سمعته من طفلها؛ لتواصل هي بدورها مرحلة علاجه مع مختص، وعادة ما ترفض بعض الأمهات فكرة كون طفلها متحرّش به، وتعدها من خيالاته، على الرغم من مستواها التعليمي المرتفع ، كما أن بعض الأمهات يبكين لأنهن لم يصدقنه عندما أخبرهن بأنه تعرّض لتحرّش. وبيّنت آل سيف أن الورشة كذلك تعزز ثقة الطفل بنفسه، وتؤكد له أن تعرضه للتحرّش الجنسي لا يعني أنه ولد سيئ، ولا فتاة ضعيفة، «عليك إخبار والديك الآن والبدء من جديد؛ فالخطأ ليس خطأك، وبإمكانك الحياة بسرور ونسيان ذلك الموقف المزعج»، منوّهةً إلى أن بعض الأطفال قد يتحدثون إلى ذويهم والبعض يلجأ إلى الكتمان. وتؤكد غياب الوعي عند الأهالي بأهمية توعية الأطفال بخطر التحرّش وسبل الوقاية ولو وجد فهو محدود؛ فلابد من توعية الأسرة ورياض الأطفال والمدرسة بطرق حماية أطفالها من التحرّش الجنسي، مطالبةً وزارة التربية والتعليم بأن تضع هذه الدورات والورش التوعوية ضمن مناهجها المقررة.