أحسن الله عزاءكم في سيارة غزال، لقد ماتت بعد الولادة مباشرة، وعزاؤنا أن المؤمن مصاب فلا تحزنوا ولا تشعروا بالملل والكآبة أيها المؤمنون؛ هذا ليس المشروع الأول ولن يكون الأخير الذي يذهب أدراج الرياح. المهم أن المشروع كاملاً كشف لنا عن إحدى أهم وأخطر عاهات المسؤولين صغاراً وكباراً وهي الإعلام.. بمعنى آخر كان الهدف الوحيد كما يبدو من كل ما جرى هو أن يتحدث الإعلام عن إنجاز علمي وصناعي غير مسبوق محلياً تقوم به الجامعة، وما سوى ذلك يظل تفاصيل غير ضرورية، ولو أدت إلى الكذب وادعاء ما لن يكون له وجود أبداً، وهذا ما حدث بكل أسف. لقد كانت سيارة غزال مجرد نموذج واحد فقط؛ حملت وزره والدعاية له جامعة الملك سعود، ونفخت فيه حتى ظننا أننا على وشك دخول عصر التصنيع السعودي من أوسع وأجمل الأبواب، وها هي النتيجة لا غزال ولا (…)! من يريد معرفة الحقيقة كاملة عليه أن يعود إلى ما قاله الدكتور الصريح جداً محمد القنيبط قبل أشهر في برنامج «يا هلا».. لقد روى الرجل مشكوراً ما لم يُروَ من قبل، وتحدث عن خدعة كُبرى قامت بها الجامعة، وفي ذلك الوقت لم يصدقه أحد؛ فما هو رأيكم الآن؟! قبل أيام يقول معالي وزير التجارة إن سيارة غزال لم تُرخص، وأن جامعة الملك سعود لم تتقدم للحصول على ترخيص لتصنيع هذه السيارة التحفة، أو بالأحرى الأكذوبة الكبرى التي كلفت مبالغ طائلة كما جرت العادة.. مدير الجامعة السابق الدكتور عبدالله العثمان، قال في ذلك الوقت إنه من المتوقع أن يتم تسويق السيارة غزال في نهاية عام 2013م بصناعة سعودية (100%) وبتكلفة تتراوح بين 35 إلى 45 ألف ريال سعودي، ويتوقع أن يصل الإنتاج السنوي إلى 20 ألف سيارة.. قوية معاليك!! أتدرون أين المشكلة الرئيسة من كل ما ورد أعلاه؟ لا أحد يسأل المسؤولين عن صدق تصريحاتهم أبداً، وحينما يخرجون على المعاش يكتشف الناس وجه الحقيقة القبيح جداً، ويتبين لهم أن كل ما قيل هو مجرد كلام في الهواء، أو بالأحرى غزلان جميلة تموت في المختبر!!