تنشر الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي، بين الفينة والأخرى، قضايا اعتداء طلاب على معلميهم، بل إن الأمر وصل إلى القتل، وهو ما يدفع بعض الناس للتحامل على وزارة التربية والتعليم، ووصفها بأوصاف غير لائقة. ظاهرة الاعتداء على المعلمين ليست محصورة في مجتمعنا فحسب، بل هي قضية عالمية تعرف ب«التنمر»، ولا تقع مسؤولية علاجها على وزارة التربية والتعليم فقط، بل هي مسؤولية مشتركة، فما هو التنمر؟ وما هي مسبباته؟ وكيف يمكن علاجه؟ يعرف التربويون التنمر بأنه السلوك العدواني المتكرر الذي يهدف إلى إيذاء شخص آخر جسديا أو معنويا من قبل شخص واحد أو عدة أشخاص وذلك بالقول أو الفعل للسيطرة على الضحية وإذلالها وسلب مكتسبات غير شرعية، كما أن من مظاهره الاعتداء اللفظي كالسب والشتم أو البدني كالضرب أو القتل. ويرون أن من أسباب التنمر: العنف الأسري، والخلل التربوي في بعض الأسر، والألعاب الإلكترونية العنيفة الفاسدة، وانتشار أفلام العنف بين الأبناء، وانتشار قنوات المصارعة الحرة. ويمكن علاج هذه الظاهرة من خلال تقوية الوازع الديني لدى الأطفال، وتربيتهم تربية سليمة بعيدا عن كل عناصر القوة والقهر، وتوفير أفلام تربوية وتعليمية ودينية مشوقة بدلا من أفلام العنف، وإنتاج أفلام تربوية تعليمية تنبذ العنف ومظاهره من أجل الحفاظ على سلوكيات الأطفال، إضافة إلى توفير ألعاب تنمي العقول وتسنثمر الطاقات بدلا من الألعاب العنيفة، ومتابعة القنوات التي يشاهدها الأبناء بحيث يسمح لهم بمتابعة ما يزودهم بالخير وجلب النفع لهم، واستثمار الطاقات والقدرات بالبرامج والأنشطة التي تعود عليهم بالنفع. القضية قضية تربوية تحتاج إلى توافر الجهود التربوية بين المدرسة والأسرة من أجل تنشئة الأبناء تنشئة سليمة بعيدا عن ظاهرة التنمر.