كما أتى تنظيم مايسمى بدولة العراق والشام «داعش» إلى الساحة السورية سريعاً يبدو أنه سيرحل بسرعة أكبر، خمسة أيام من القتال ضد هذا التنظيم كانت كافية لدحره من أكبر معاقله في المدن المحررة، ليثبت السوريون مرة أخرى أنهم أهل للثورة التي انطلقوا بها وأنهم قادرون على تنظيفها من الغرباء والعملاء الذين لبوا رغبة نظام الأسد في تحويل الثورة ضده إلى حرب طائفية، تأكيداً لما ادعاه النظام في وصفه الثورة بأنها مجموعات من الإرهابيين والتكفيريين. سهل النظام لهذا التنظيم الدخول إلى مناطق واسعة من سوريا المحررة في شراكة بادية للعيان بين كلا الطرفين في مواجهة الثورة والسوريين، فتسللت «داعش» إلى المناطق المحررة وسيطرت على المدن والقرى بحجة نصرة المسلمين، وبدأت بإقامة دولتها بينما ظلَّ مقاتلو الثورة مشغولين في قتال الأسد وحلفائه على الجبهات، لم يستطع هذا التنظيم إخفاء نفسه طويلاً، فالوقت لا يسمح ومهامه يجب أن تنجز سريعاً في تصفية الثورة والناشطين عبر الاعتقال والخطف والقتل وفرض الأحكام التي يريد ضد المناطق الثائرة. ناشطون وسياسيون أكدوا أن معظم من أطلقهم نوري المالكي من سجونه أصبحوا عناصر وقادة لهذا التنظيم في سوريا، وكذلك من أطلقهم الأسد أو سهل دخولهم إلى مناطق الثورة، لاعتقاد قادة بغداد ودمشق أنهم سيكررون ما يحدث في العراق، لكن لم يدرك هؤلاء أن الشعب السوري الذي انتفض على نظام الأسد بكل جبروته وجبروت حلفائه وصمد ثلاثة أعوام، سيلفظون هذا التنظيم ولن يرضخ لمجموعة من الأُجراء والقتلة واللصوص وأصحاب السوابق، يدمرون بلدهم ومجتمعهم ويكملون ما عجز الأسد عن تنفيذه. السوريون اليوم ينهضون بثورتهم الثانية في مواجهة ألد أعداء الإنسانية نظام الأسد و «داعش»، وكلاهما وجهان لعملة واحدة، استباحوا دماء السوريين وأعدموا واغتالوا نشطاء الثورة وإعلامييها، وكما أسقط ثوار سوريا نظام الأسد ونزعوا عنه الشرعية، اليوم رفض السوريون هذا التنظيم الغريب عنهم وعن دين الإسلام، وأسقطوه سريعاً، قائلين لأعضائه: على الرغم من كل ما اقترفتموه من جرائم عودوا إلى جادة الصواب وسلموا سلاحكم ولن يؤذيكم أحد، معبرين عن أصالة شعب سوريا الذي يرفض التطرف والقتل تحت أي عنوان كان.