اقترح الخبير الاقتصادي ورجل الأعمال، المهندس محمد أحمد فتيحي إنشاء وزارة جديدة تحت مسمى «وزارة المنشآت الصغيرة» لمعالجة مشكلة البطالة، والنهوض بهذه المؤسسات. وقال في حوار ل»الشرق» إن مشكلة البطالة في أي مجتمع تتمحور حول ثلاثة أسباب رئيسة هي: عدم وجود متقدمين مؤهلين علميا أو مهيئين بخبرة كافية للقبول أو الاستمرار في الوظائف الشاغرة، عدم وجود فرص وظيفية شاغرة أو سانحة للمتقدمين لها، وعدم وجود وسيلة اتصال فعالة تمكن الباحث عن وظيفة من التواصل ومعرفة الوظائف المتاحة الشاغرة. حافز ونطاقات وأضاف أن البرامج الجديدة لوزارة العمل والمتمثلة في «حافز» و»نطاقات» و»طاقات» لها أكبر الأثر في تحفيز صاحب العمل والباحث عن وظيفة لتسهيل مهمة التوظيف المناسب لكلا الطرفين، مشيرا إلى أن «صندوق المئوية» ساعد على تقديم جيل جديد من رجال وسيدات الأعمال وتشجيع مبادرات صغار المستثمرين، وكذلك «صندوق الحرفيات الوقفي» الذي أسسه الشيخ صالح كامل ليتم الاستفادة منه لجيل الحرفيات في المملكة، و»باب رزق جميل» لدعم المشروعات الصغيرة، و»صندوق تنمية الموارد البشرية». ورأى فتيحي أن من أهم عوامل النجاح لأي مبدع هو حسن تقديره وتعريف الآخرين بإنجازاته، حتى يتم تشجيعه ليقدم المزيد من العطاء ويصبح قدوة لغيره من أجل تغيير عطاءات مجتمع بأسره والنهوض به، مفيدا أن من أهم الأمور التي يتوجب ذكرها هنا، توجه أمير منطقة مكةالمكرمة في رعاية معرض شباب الأعمال «انطلاقات» للأعمال العصامية الناشئة، وجوائز أخرى ك»جائزة مكة للتميز»، وهناك أيضا عدة جهات حكومية مثل «منتدى التنافسية الدولي»، و»جائزة الأمير سلمان لشباب الأعمال». المستقبل الحقيقي وجدد المهندس فتيحي التأكيد على أن التعليم هو اللبنة الأساسية في بناء أي مستقبل حقيقي لأي شاب أو شابة للنجاح في حياتهم العملية والاجتماعية، لافتا إلى دراسة تمت عام 1994-1995 حول تحصيل الطلاب، وقد اشتركت فيها الكويت من المنطقة العربية، وقد احتلت مركزا متأخرا جدا في المستوي التعليمي ما يدل على أن التعليم في بلادنا العربية يعاني من مشكلات حقيقية. وأفاد أن الانتقاد كان يتمثل في كمية المعطيات التعليمية ونوعيتها، إضافة إلى أسلوب التعاطي معها من المدرسين، حيث إن المناخ الدراسي لا يشجع على الفضول والتساؤل والبحث خارج المناهج وإنما هو تلقين موجه عوضا عن كونه دعوة للبحث والسؤال. ونوه إلى أن من أهم الأمور التي يبحث عنها صاحب العمل عند توظيف شاب أو شابة هي القدرة على التعامل مع الجمهور بغض النظر عن التخصص، فهناك افتقار حقيقي للتطبيق العملي المبدئي، من قدرة التعامل والتفاعل مع الآخرين، معربا عن أمله أن يبدأ الشاب في مرحلة مبكرة، العمل بدوام جزئي في عطلة الصيف لإثراء قدراته الاجتماعية من أخلاقيات ومبادئ أساسية في منظومة العمل. دعم السعودة أما فيما يتعلق بسعي اللجان والقطاعات بتكثيف عمل برامج تدريب وتأهيل الكثير من أبناء الوطن لدعم السعودة، فقال المهندس فتيحي إن وجود الجامعات والمعاهد المتخصصة ذات الخبرات والكفاءات العالية، له عظيم الأثر في النهوض بالمنشآت والمؤسسات، مفيدا أن ولاية بوسطن الأمريكية بها 52 جامعة وهي من أحسن جامعات العالم ولها مردود باهر في تخريج أجيال فاعلة فيما تحظى به الولاياتالمتحدة من تفوق وتقدم على مستوى العالم، وهذا ما نحتاج لدعمه في بلادنا من العمل على تأسيس مؤسسات تعليمية كثيرة وناجحة، ودعم التنافس فيما بينها، مؤكدا أن ذلك من شأنه تخريج جيل جيد التعلم والتكوين يمكن الاعتماد عليه في إدارة المنشآت الصغيرة والمتوسطة والنهوض بها. ونصح المهندس فتيحي في ختام حديثه أبناء الوطن أن يتمثلوا مقولة ذي النورين سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، حين سئل كيف أصبح ذا سعة ومال بعد هجرة دون أي متاع فقال (أعالج وأنمي ولا أحتقر ربحا ولا أشتري شيخا وأجعل الرأس في رأسين).