حُماة «الجهل المقدّس» في إيران يكثرون من إطلاق التخريجات الخاصّة بهم، وعمليّة البحث عنها قد تقودنا إلى بلد العجائب، حيث تكثر فيه الأديان لتصل نحو 1500 ديانة وأشهرها «البوذيّة». فمنذ تولّي «الخميني» سدّة السلطة في البلاد وَضَعَ شعار «السيخ» في قلب العلم الفارسي وظن كثيرون أنه اِسم الجلالة (الله) فراح كثيرون يبجّلونه ويحرّمون المساس به، حتّى تبيّن أنه نسخة مطابقة للأصل من شعار «السيخ» ويعزو كثيرون السبب في اِنحدار «الخميني» من أسرة هنديّة. وآخر التصريحات الداعية للجهل المقدّس أطلقها «روح الله قرهي» مدير الحوزات العلميّة أي المدارس الدينيّة في بعض مناطق طهران بتأكيده أنّ الله انتخب «خامنئي» بعد اِنتخابه من قَبَّل صاحب الزمان! وفي تصريح آخر له يبيّن «قرهي» أن كافة مراجع التقليد لدى الشيعة يتم تعيينهم من قبل الله أيضاً! وتأتي مثل هذه الادعاءات الغريبة بَعْد صدور كُتيّب وُزِّعَ على نطاق واسع في عدّة مُدن فارسيّة وخاصّة «طهران» و«قُم» ويؤكّد عِصمة «خامنئي»! وإذا كان صاحب كتاب «الجهل المقدّس» عالم الاِجتماع الفرنسي «أوليفيه روا»، يرى أن بعض الأوربيين وبسبب البحث عن الهويّة، يغيّرون ديانتهم من المسيحيّة إلى الإسلام، فإن قادة إيران يعبثون في الديانة الإسلاميّة ويروّجون للجهل المقدّس لمسخ كل الهويّات وترسيخ الهويّة الواحدة المبنيّة على أسس فارسيّة وطائفيّة السلطة الحاكمة، وقوامها «الجهل أم كل الشرور» كما قال الكاتب الفرنسي «فرانسوا رابيليه».