مجتمعنا السعودي مثل غيره من المجتمعات في هذا العالم يتأثر بالتيارات المعاصرة التي تشكل فكره وثقافته وترسم خطوطه الحمراء وخارطة تعامله وتعايشه مع الآخر تحت مظلة واحدة تستوعب الجميع «الإسلام بكل يسره وسماحته». هذه القاعدة لا ينكرها إلا مكابر أو جاهل، وهذا ليس موضوعي اليوم، فقط أنطلق من هذه الرؤية لأتحدث عن سرطان خبيث ورائحة نتنه بدأت تطفح في فضاء مجتمعنا وتؤثر في رأيه العام، إنه الصراع بين التيارات المعاصرة بطرفيها ومحاولة كل طرف التفرد بالساحة وفرض سيطرته بكل قوة، وفي مرات كثيرة بالانتهاز والحيلة التي لا تليق بمن يحترم ثقافته ومجتمعه في ملاحقة رخيصة وتصيد خبيث لأخطاء الآخر في مجتمعه. قد يعتقد البعض أنني أهول الأمر أو أنني أتحدث من فراغ ولعله بالمثال يستقيم المقال، الجميع شاهد كيف نفخ ما يوصف ب»التيار الإسلامي» في تغريدة الشيحي مؤخراً لدرجة أن البعض استحل واستباح الأعراض وأخذ يقذف بأقبح العبارات ويصف ويلمز ويغمز وبكل جرأة يصف ويحلل ما حصل في بهو الفندق الذي لم يحضره من الأصل ومع ذلك يعتمد على قول فلان وعلان في فحش القول وبلا وازع ديني ولا رادع أخلاقي يبرر كل هذا الهجوم بتغيير المنكر ونصرة الدين وحماية المجتمع! في المقابل سبق ذلك اعتراف أحد الكتاب أنه تعمد تسليط الضوء على الشيخ الشثري مع مجموعة من الكتاب في الصحف اليومية مستغلين حديث الشيخ ورده على أحد المتصلين في إحدى القنوات حتى تم تشويه حديثه ومن ثم تعريته ليصدر قرار بعزله عندها يكون النصر وتطير في الفضاء رسائل المباركة وبكل بلادة، وغير هذا كثير من الغمز واللمز والتضييق على بعض مما يعد من ناحية شرعية إثماً وذنباً بالنصوص القطعية ومن ناحية أخلاقية فضيحة وسوء تربية ولعل عبارة أخي صالح الشيحي الشهيرة «الخزي والعار» تصدق مع هؤلاء ممن لا قيمة ولا قيم لهم، بل قد تتجاوز الخزي والعار لتحل اللعنة على المجتمع فتأكل الأخضر واليابس وتتعدى لو تركت بلا ضبط كونها خلافاً فكرياً صحياً وطبيعياً إلى صراع شخصي ونزاع وجودي قد تستباح معه الدماء في سابقة خطيرة تؤثر على الأمن الاجتماعي وتهدم البناء الإنساني في زمن استثنائي بثوراته العشوائية من حولنا ونحن اليوم بكل عقل أكثر حاجة للحمة والوحدة وضبط النفس وتغليب المصلحة العامة على الخاصة وتجاوز الأهواء الشاذة والثقة في الآخر الذي يشترك مع الآخر في مظلته الإسلامية فهل يدرك الجميع أن الساحة تستوعب الجميع وتحتمل الحوار دون تلبس الأفكار وتجييش الأتباع؟ لا حاجة لكل ذلك إذا علمنا أن الحق نور يقع في القلب بلا واسطة ولا حيلة وللناس حق الاختيار دون وصاية، أتمنى ذلك.