بارك الشيخ عبدالملك السعدي قيام عشيرة الجميلات العراقية باستضافة من وصفهم بأبنائنا من أهل الجنوب، وقال السعدي على موقعه الإلكتروني إنه يوجه التحية إلى الشيخ رافع المشحن رئيس قبيلة الجميلات واصفا الجنود الفارين بأنهم «ضيوفك الذين رفضوا أن يقاتلوا إخوانهم أهل الأنبار فلجأوا إليكم؛ لأنَّهم أُصَلاء في عروبتهم وعراقيتهم لولا أنَّ السياسيين الطائفيين ألجأوهم إلى ذلك وزجُّوهم في أتُون الحرب ودفعوا بهم لمحاربة أهلهم وإخوانهم». وكان الشيخ المشحن أشار في حديث متلفز نقلته قناة الاتجاه، إلى أن من سماهم ب «المنشقين» عن الجيش بلغ عددهم حتى الآن 27 جنديا وهم في ضيافة عشيرتنا معززين مكرمين، وأضاف أن مسلحيه أسقطوا طائرة عسكرية في الفلوجة بعد إطلاق وابل من النار عليها ومقتل من فيها. وفي هذا السياق، أصدر السعدي أمس توضيحا للثوار، شدد فيه على أن ما قاله عن الجنوح للسلم، يعني من وجهة نظره «ألا يبقى في المحافظة أي جندي أو شرطي اتحادي من أتباع المالكي وإلا فهو احتلال، وادِّعاء الانسحاب مكر وخديعة»، موضحا «أقول لكم يحرَّم الإضرار بالشرطة المحلية وقتلهم ماداموا مسالمين لكم، وأدعو الشرطة المحلية للدفاع عن المحافظة ضد كل من يريد السوء لأهلها مهما كان نوعه واتِّجاهه». وتفيد المعلومات الواردة من الأنبار أن مجلس الفقهاء ومجلس شيوخ العشائر شكلوا مجلسا حربيا لقتال من يصفهم الشيخ السعدي في بيانه المرقم (40) بأنها «مليشيات المالكي»، وتؤكد هذه المعلومات أن محاولة الخلط ما بين تنظيم «داعش» والقاعدة والمقاومة الإسلامية الأنبارية، ستسقط في المقبل من الأيام، ودعا السعدي في بياناته التي حصلت عليها «الشرق» كل من يملك السلاح إلى بذله مجانا والتبرع به للمجاهدين ويحرم عليه بيعه أو تسليمه إلى ميليشيَّات الحكومة. ودعا السعدي المقاتلين إلى عدم إيذاء المنسحبين أو من يلقى القبض عليهم من أفراد الشرطة لا سيما من أبناء المحافظة لأنهم مجبرون على قتال أهلهم، مؤكدا على أن «بعض المنتسبين إلى جهاز الشرطة وقفوا إلى جانب الجيش (مليشيات المالكي) المعتدي على بلدنا وأعراضنا مُستخِفَّا بالمحافظة وأهلها، فأقول لكم: إنَّ المالكي لا ينفعكم عند الله ولا عند أهلكم، فهو سيذهب وستبقون أنتم تحت طائلة المسؤولية لدى أهلكم». وكان المالكي أشار في كلمته الأسبوعية المتلفزة أمس إلى أن وجود الجيش العراقي في الأنبار «لإنقاذ أهلها من داعش والجماعات الإرهابية الأخرى»، متهما أطرافا سياسية قال إنها تتبنى الطائفية بشكل عميق، مضيفا «نحن لا نريد التفاوض مع من صنع الأزمة في الأنبار». في المقابل، انتقد النائب عن القائمة العراقية حامد المطلك عدم التزام المالكي بالعهود والمواثيق التي يلزم بها نفسه تجاه شعبه واستمراره بالتعنت بزج الجيش في السياسة وعدم تلبية مطالب المتظاهرين المشروعة واصفا هذه السياسة بالكارثية. من جانب آخر، فشلت جبهة الحوار الوطني في كسب الشارع السني بإطلاق سراح النائب المعتقل أحمد العلواني بعد أن شاركت في حث العشائر على رفع خيم الاعتصام سلميا بعد اتفاق مجلس عشائر الأنبار مع وزير الدفاع بالوكالة سعدون الدليمي بتزامن رفع الخيم مع إطلاق سراح العلواني. وكشفت مصادر برلمانية ل«الشرق» أن كثيرا من المبادرات والاتصالات تجري مع قيادات ائتلاف متحدون من أجل حثهم على عدم تقديم استقالاتهم الجماعية خلال الجلسة المقبلة لمجلس النواب بعد وضوح موقف التيار الصدري والتحالف الكردستاني بما يمكن أن يعيد إحياء ما عرف بتيار أربيل – النجف الداعي لسحب الثقة عن المالكي. وأشارت هذه المصادر إلى أن اجتماعات متتالية تعقد في منزل صالح المطلك لتفادي انهيار العملية السياسية في أواخرها وهي مقبلة على انتخابات برلمانية، بعد أن رفض المالكي بشكل مطلق إطلاق سراح النائب أحمد العلواني بعد القبض عليه. وأعلن النائب عن جبهة الحوار الوطني المنضوية في القائمة العراقية رعد الدهلكي أن الأمين العام للجبهة صالح المطلك أجرى تحركات وحوارات مكثفة مع جميع القوى السياسية من جهة وسيلتقي مع أهالي الأنبار من جهة أخرى بغية التوصل إلى تنفيذ المطالب المشروعة للمعتصمين. وسيطر مسلحون أمس على خمسة مراكز للشرطة في مدينتي الفلوجة والرمادي، وأحرقوها بعد الاستيلاء على أسلحة عناصرها.