أوضح وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ورئيس اللجنة العلمية لملتقى «تقويم جهود المناصحة وتطوير أعمالها» الأستاذ الدكتور إبراهيم بن محمد الميمن، أن تجربة المناصحة كانت سبباً في إعادة كثير من الشباب المغرر بهم، إلى جادة الصواب والمواطنة الصالحة، وإلى المشاركة الفاعلة في بناء الوطن وتصحيح ما لديهم من أفكار. وبين أن دور المناصحة أمر أشاد به القريب والبعيد والقاصي والداني، بل أشادت به منظومة الدول الكبرى، وأصبحت تجربة عالمية تُصدر بل أصبحت الدول الكبرى تأتي للمملكة في وفود متتالية للاستفادة من تجربة المملكة. جاء ذلك في تصريح للدكتور الميمن بمناسبة إقامة الملتقى العلمي الأول عن «تقويم جهود المناصحة وتطوير أعمالها» الذي تنظمه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الثلاثاء المقبل تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بمشاركة مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، والإدارة العامة للأمن الفكري في وزارة الداخلية. وأوضح الدكتور الميمن أن تجربة المناصحة استهدفت البنى التحتية لفكر التطرف، إذ أفشلت كثيراً من المخططات بأسلوب علمي، كما أنها كشفت وعرَّت المنظرين ودعاة هذا الفكر، وأصبحت أهدافهم مكشوفة، وقال: «المناصحة أسلوب شرعي حواري يعتمد التأصيل والعمق في الطرح لمواجهة هذا الفكر، ونجحت نجاحاً باهراً ولا يؤثر على ذلك رجوع بعض الأفراد ووجود بعض الإشكالات؛ لأن أي عمل له معوقات، وهذه المعوقات لا تعد في مقاييس الدراسات العلمية مؤثرة في النجاح». ولفت إلى دعم ورعاية خادم الحرمين لهذا الملتقى، حيث إنه من أهم وأكبر أسباب نجاح الملتقى، وله أبعاد كثيرة ودلالات عظيمة، أولها الإنسانية التي ينطلق منها خادم الحرمين الشريفين في التعاطي مع هذا الملف الشائك المعقد، فرغم كونها جرائم ومواجهات فكرية، ورغم أن البلد عانى وما زال يعاني من الإرهاب والتطرف، إلا أن حكومة خادم الحرمين الشريفين تعاطت مع الفكر بالرحمة والإنسانية والاستصلاح والاحتواء والتأهيل. وأضاف الدكتور الميمن، إن الدلالة الثانية تتمثل في الثقة بما تؤديه هذه الجامعة من أدوار، فهي جامعة عريقة رائدة لها إسهامات مميزة في مجالات مختلفة، فإسناد هذه المهمة إليها والرعاية الكريمة هي ثقة في الجامعة وفيما تؤديه من أدوار، كذلك لهذه الرعاية الملكية دلالة أخرى استشرافية لما سيتمخض عن الملتقى من رؤى، فالدولة تعوِّل كثيراً على أن يكون للجامعة والمؤسسات العلمية إسهام مميز، باعتبار أن ظاهرة التطرف لها أبعاد اجتماعية وثقافية وسياسية، فيكون هذا من الأدوار التي تتكامل بمشاركة الجهات الأخرى.