أصبح الفيسبوك مرحلة مهمة لرصد الإبداع عبر الكتابة الإبداعية المتمثلة في القصيدة والقصة القصيرة والنقد والمقال الثقافي ومختلف الآراء والنظريات التي تحكمها المفاهيم ذات الدلالات الثقافية والأدبية. فنظرة واحدة لمجمل ما يطرح في هذا الموقع يؤكد ذلك، حيث نقرأ لكبار الكتاب المحليين والعرب الذين انتموا انتماء مدمناً – إن صح التعبير – لهذا الموقع وأصبحت كتاباتهم أنموذجا للقارئ النوعي الذي تهمه مثل هذه الكتابات، على اعتبار أن هذا الموقع لا تحده تبعات الرقيب التي نلاحظها في الصحافة العربية على سبيل المثال، بل للكاتب الحق في أن يمارس إبداعه وفق رؤيته ومفردته التي تنهض بالنص وتغذيه ليصبح جاهزاً لكل القراء. أدرك تماماً أن الفيسبوك ليس حصراً على الكتابة الإبداعية، بل أصبح مجالاً خصباً لممارسي الفن التشكيلي والتصوير الفوتوجرافي وإقامة ورش الإبداع وتأسيس مواقع كثيرة أدبية وفنية من شأنها أن تكوّن محصلة ثقافية وفنية تقدم القيمة الحقيقية للثقافة والفن. كما أن التفاعل مع النصوص ومع إبداعات الفنون تضيف شحنة إبداعية أخرى وتزيد من منسوب القراءة حول النص وحول اللوحة والصورة، الأمر الذي يحرص عليه الكاتب والفنان من منطلق الجاذبية التي يخلقها لدى المنتسبين، فالفيسبوك من وجهة نظري يختلف عن بقية وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى بقدرته على استيعاب الإبداع والفن وتسويقهما بشكل شمولي ليصبحا بمنزلة المخزون الثقافي والأدبي والفني لكثير من القراء والباحثين.