أيّها الشيء الصغيرُ القابع خلفَ قضبانِ صدري حِكْ من خيوطِ احتمالاتكَ شبكةَ النجاةِ فالماءُ يطرقُ بابَ السرابِ منذُ عقدتينِ ومنشارٍ أيّها المُنتهَكُ اللامُنتهِكُ كنتَ نجيباً أنتَ نجيبٌ فارسم سنابلَ حديقتكَ ولوّنها بالاحتمالاتِ انتفضْ على أدغالِها (أعني الحديقةَ) واقطع أشجارَ الشكِّ كي لا تثمرَ نحيباً قشّر بياضَ شاربيكَ واعتمر قبّعة الترحيبِ فرّج عن شفتيكَ المُسبلتينِ ولونهما بالزُهدِ لتكنْ هذه السويعةُ سويعةَ ولادتكَ القسرية لا شكّ أنكَ ستجيبُ حينَ يتحدثُ جارُكَ الضميرُ عن صباحِهِ الدائمِ لا شكّ أنكَ ستُحاولُ فضّ إشكالِ العواطفِ حينَ يُدق مسمارا القلبِ والضمير لا تخفْ أيّها المعتادُ على اللاخوفِ اجَمعهما حول مدفاةٍ واحدةٍ في الشتاءِ حتى يعتادا التعايشَ هكذا تلمُّ شملَ عائلةِ الشمعِ الآيلةِ للذوبان أيّها الشيءُ الصغيرُ خلَف قضبانِ اصطلائكَ كنتَ نجيباً أنتَ نجيبٌ فخذِ الخُضرةَ بقوةٍ وازرعْ بعضَ الرياحينِ ليَ الآنَ أن أنصحكَ قدرَ ما أشرت لي الآن الإعلانُ عن سويعةِ الصحو هذهِ كآخرِ خَبرٍ في شريطِ التلفازِ لي تصويرُ احتباساتِ ولاداتِ عيوني وعيونِ المشاهدينَ بعدسةِ ياسمينكَ لي الخروجُ من بوابةِ الماءِ تلكَ وقتلُ سرابي لي التهجُّدُ على سِنِّ رُمحٍ طالما أنهُ بعيدٌ عن غيري لي أن أخبرَ رأسَ الغزالةِ المعلّقة على الحائطِ أن تقتصَّ من صيّادِها وأن تتأرجحَ برقبةِ الزرافةِ المحنّطةِ عند باب الدار ولي أن أخبرَ تمثالَ النسرِ الشامخِ -على منضدةِ غرفةِ الجلوسِ- أن يطيرَ لي أيّها المُصغي بحذرِ الشريرِ إلى الشيطانِ أن أُجنَّ لأتعقّلَ وأشبهَ أصابعي أكثرَ الآنَ تستطيعُ أن تحطّم أقدامَ ظنونكَ وأن تحرقَ سجّادةَ عنائكَ الآن تستطيع أن تُنزلَ الستارةَ على آخرِ مشهدٍ من ثورةِ عصافيرِ حديقتكَ لم يكُنْ موزارتُ ليؤثرَ فيكَ لو لم تكنْ مُحّباً لوصلِ الخطوطِ بين النجومِ لو لم تكنْ محبّاً لرسمِ آخرِ ما زرعتَ في باحتِكَ الخلفيةِ ها هو النداءُ الأخيرُ للمشهدِ الأخيرِ قطارٌ يسيرُ على استحياءٍ سائقٌ يحرقُ فحمَ ارتباطكَ بالماضي دخانٌ أسودٌ يتصاعدُ إلى الغيمِ الأبيضِ ويتعانقان لا شيء بعدُ يشبهُ عِطرَ أمّي حينَ تعودُ من التنورِ لا شيء يشبهُ تمتماتِها حينَ تكسّرُ حرملَ بشاشتِها لترضيكَ اسقِ حديقتكَ الليلةَ واغفُ على جذعِ الدعاءِ لديكَ عملٌ كثيرٌ غداً كنتَ نجيباً أنتَ نجيبٌ فاحصدْ بعدَ غدٍ ما ستزرعُ في الغدِ.. واشعِلْ قناديلَ احتفائكَ بانجازِ اصغائكَ أيّها القلبُ كفّ عن الانطفاء…