أطلقت الشرطة التايلاندية الغاز المسيل للدموع وطلقات مطاطية أمس على محتجين مناهضين للحكومة في العاصمة بانكوك بعد أن حاول متظاهرون عرقلة تسجيل المرشحين للانتخابات المقررة في فبراير القادم واندلعت الاشتباكات بعد نحو أسبوعين من الهدوء. والمواجهة بين الشرطة ونحو 500 محتج مطالبين باستقالة رئيسة الوزراء ينجلوك شيناوترا هي الأولى من نوعها في حوالي أسبوعين وتأتي بعد يوم على قيام الحكومة بتمديد قانون أمني خاص لمدة شهرين. ويستمد المحتجون قوتهم من الجنوب والطبقة الوسطى والنخبة في العاصمة الذين يعتبرون ينجلوك دمية يحركها شقيقها الأكبر ورئيس الوزراء السابق وقطب الاتصالات تاكسين شيناوترا الذي يعيش في المنفى. بينما يعتبر تاكسين بطلا لملايين الفقراء في الشمال وشمال شرق البلاد الذين أعطوا أصواتهم لحزبه فنجح في كل الانتخابات التي أجريت في تايلاند منذ عام 2001. ويتهم المعارضون في تايلاند تاكسين بالتحايل على الفقراء في هذه المناطق من خلال سياسات تكسبه تأييداً شعبياً مثل الرعاية الصحية الرخيصة وتيسير الاقتراض. ودعت شيناوترا إلى انتخابات مبكرة في الثاني من فبراير وترأس حالياً حكومة تسيير أعمال في مسعى لإنهاء احتجاجات سلمية في معظمها استمرت أسابيع وشارك في ذروتها حوالي 200 ألف شخص في بانكوك. وتزيد اشتباكات أمس الضغوط على الحكومة التي تشك منذ وقت طويل أن معارضيها سيلجأون للعنف لتصعيد الأزمة حتى يتدخل الجيش أو القضاء، والاثنان مسيسان. ويؤكد الجيش الذي تدخل ضد حكومات تاكسين من قبل سواء بشكل مباشر أو غير مباشر على أنه يقف على الحياد وعرض المساعدة على إجراء الانتخابات بسلاسة والتوسط إذا جرت محادثات سلام بين طرفي الصراع. وقالت الشرطة إن خمسة من ضباطها جرحوا، ثلاثة منهم أصيبوا حين فتح مسلح النار من مبنى في اتجاه صفوف قوات الشرطة أمام استاد رياضي يستخدم في الإعداد للانتخابات. وقال بيا أوتايو المتحدث باسم الشرطة لتليفزيون تايلاند «أحث هؤلاء الناس خاصة من أقنعوا المحتجين باللجوء إلى العنف واقتحام المباني ومهاجمة الضباط أن يتوقفوا من فضلهم». وقالت وزارة الصحة إن 34 محتجاً عولجوا في المستشفيات غالبيتهم نتيجة للغازات المسيلة للدموع. كما أصيب ثلاثة بطلقات مطاطية وأصيب آخر إصابات بالغة. وقالت وسائل إعلام تايلاندية إن ممثلين لعدد من الأحزاب يعتزمون الترشح في الانتخابات كانوا داخل الصالة وقت تجمع المحتجين خارجها. وحذرت الشرطة المحتجين من محاولة دخول المبنى ثم أطلقت الغاز المسيل للدموع عندما حاول متظاهرون اختراق حاجز. وقال صحفيون في الموقع إن الشرطة أطلقت أيضا طلقات مطاطية.