بارك رجل الدين البارز الشيخ عبد الملك السعدي للمعتصمين بمناسبة مرور عام على وجودهم في ساحات الاعتصام وصمودهم فيها، ودعا إلى الثبات على هذا «الاعتصام السلمي الشرعي، الذي لم يحصل فيه منكم أيَّ أذى»، محذراً من اختراقهم من جهات أخرى تريد انحراف هذه المطالبات إلى أسلوب غير شرعي أو غير سلمي. وقال السعدي: « ليس بغريب علينا أن نسمع من رئيس الحكومة تهديداً لاجتياح ساحة الرمادي أو ساحات أخرى لقتل شعبه؛ بذريعة وجود إرهابيين فيها، وكان المفروض به فض الاعتصام بتلبية المطالب حتى تفرغ الساحات من المطالبين المسالمين ومن الإرهابيين -على فرض وجودهم كما يدعي-» وشدَّد السعدي على أنه بدلاً من تهديد المالكي بقوله «انتهوا قبل أن تنهوا» وتقسيمه العراقيين بأسلوب طائفي إلى أنصار الحسين وأنصار يزيد كان عليه أن يُنهي الاعتصام السلمي، بالتنفيذ السلمي لا بإيقاد حرب طائفية تحرق الأخضر واليابس؛ لأنَّ من سيُعتَدى عليه سوف يدافع عن عقيدته وعن نفسه وبلده ويموت دون ذلك شهيداً، ونحن في غنى عن مثل هذا؛ لأنَّنا نريد أن يعود إلى العراق الأمن والسلام والاستقرار بأسرع وقت». لكن النائب صادق اللبان عن ائتلاف دولة القانون دعا السياسيين جميعاً إلى عدم استخدام قضية ساحات الاعتصام لأغراض سياسية وانتخابية، منوهاً إلى«أن السياسيين جميعاً اليوم أمام مفترق طرق، فإما أن يعملوا من أجل الوطن ويدعموا العمليات العسكرية ضد تنظيم القاعدة، أو يعملوا من أجل احتضان الإرهاب والإرهابيين، أو يستخدموا قضية الاعتصامات لأغراض انتخابية، ومصالح شخصية ضيقة «. فيما دعا النائب عن ائتلاف متحدون فارس السنجري رئيس الوزراء نوري المالكي «إلى التراجع عن نيته في اقتحام ساحات الاعتصام»، مشدداً على «ضرورة التمييز بين المعتصمين السلميين والإرهابيين وعدم تكرار مأساة الحويجة». مشيراً إلى»أن من واجب القوات المسلحة اجتثاث الإرهابيين من منطقة وادي حوران والمناطق الحدودية المحاذية لسوريا لأنهم مصدر أذى وقلق بالنسبة للأهالي والسلطة في محافظة الأنبار. وأضاف السنجري: «إذا كان هناك ثلاثون إرهابياً في ساحة الاعتصام، فهل من المعقول أنه من بين كل هذه الآلاف من المواطنين الموجودين في الساحة تم تشخيص ثلاثين إرهابياً ولا تستطيع القوات الأمنية إلقاء القبض عليهم وإنهاء المشكلة؟ «. في المقابل، أعادت الحكومة الاتحادية فتح المنافذ الحدودية مع سوريا والأردن بعد حوالي 24 ساعة من إغلاقها، فيما وصف حزب البعث المنحل في بيان أصدره «تهديدات المالكي بإنهاء الاعتصامات، بأنها محاولة بائسة مفضوحة، لتأجيج النعرات الطائفية المقيتة وتصعيدها إلى اقتتال طائفي بغيض، تعبيراً عن صراعه الانتخابي مع أطراف العملية السياسية ومناوراته لخلط الأوراق والاستمرار بالسلطة». ورأى مكتب الثقافة والإعلام للبعث المنحل في بيانه، أن «الأولى بالمالكي إنهاء وجود ميليشيات الحرس الثوري الإيراني، المؤتمرة بأوامر قاسم سُليماني وميليشياته وميليشيات الخزعلي والبطاط والشحماني والهايس والحردان، المجرمة في شوارع بغداد والأنبار بدلاً من تهديده المعتصمين الشرفاء المعبرين عن إرادة الشعب العراقي الحرة والملتحمين بمسيرته الجهادية الظافرة».