أوضحت الفنانة التشكيلية شعاع الدوسري، أن مناهج التربية الفنية المطورة مليئة بالأخطاء والمشكلات الكبيرة، مستغربة من كيفية تأليفها وتخصيصها للمراحل المدرسية الأولى، معتبرة أن معلمي التربية الفنية، قبل تطوير المنهج، كانوا يتمتعون بامتياز أفضل مما هم عليه الآن. وقالت الدوسري، خلال حديثها في أمسية «التربية الجمالية بين الأدب والفن»، التي أقيمت في منتدى الثلاثاء الثقافي، أمس الأول: لا توجد معايير أو مقياس محدد للجمال يمكن العودة إليه. فيما ذهبت شريكتها في الأمسية، الكاتبة والمترجمة تركية العمري، إلى أن التربية الجمالية سلوك وممارسة في اللفظ والتعبير، موضحة أن ما نراه الآن صدام وإحباط نقابل به بعضنا بعضاً. ونظم منتدى الثلاثاء الأمسية ضمن برنامجه للموسم الثقافي ال14، وأدار الأمسية الفنان عبدالعظيم شلي، الذي عرّف بضيفتي الأمسية. وفي حديثها، بينت الدوسري أن معلمي التربية الفنية قبل تطوير المناهج كانوا يتمتعون بأفضلية في التعامل مع المنهج أكثر من الوقت الراهن، مستغربة من كيفية تطوير المنهج على الرغم من أن واضعيه حاملو شهادات دكتوراة، إلا أن ذلك لم يجعله يخلو من «أخطاء ومشكلات كبيرة». واستعرضت الدوسري آراء عدة في الجمالية وتعريفاتها، ومن بينها أن «الجمال موجود في الشيء المرئي أو داخل النفس»، وأنه «العلاقة بين الكلمة والحجم واللون وعناصر الشيء الأساسية»، و»فعل الإدراك وتذوق الفنون». وأوضحت أن الحكم على جماليات الأشياء تختلف من شخص إلى آخر، مرجعة ذلك إلى اختلاف التفكير والشخصية. وذكرت وجود عدة اتجاهات للحكم على الجمال: المثاليون الذين يرون الجمال في المثل العليا، والماديون يرونه في الطبيعة، والذاتيون يرونه في النفس الإنسانية، والوسطيون يرون الجمال في كل ما سبق. وذهبت إلى أنه لا توجد معايير أو مقياس محدد للجمال يمكن العودة إليه. وأشارت الدوسري إلى أن عمل الجمال الحديث صار جمالا صناعيا، موضحة أن ما أدى إلى ظهوره ارتباطه بالصناعة، خاصة فيما يعرف في الغرب ب»الباو هاوس»، وهي مؤسسة أنشئت في ألمانيا عام 1919م، وانتقلت بعدها إلى أمريكا، موضحة أن المؤسسة كانت تنتج مصنوعات مختلفة من أثاث منزلي وغيره، مع اهتمام متزايد بوضع لمسات جمالية. وذكرت أن المؤسسة تعد من أهم المؤسسات التي ساهمت في رفع ذوق الناس، لافتة إلى أنها أنشأت معهدا استقطبت له الموهوبين والفنانين للتدريب، واعتبر النواة الأولى لكليات الفنون الجميلة، متمنية أن تطبق هذه التجربة في المملكة. أما العمري فأوضحت أن التربية الجمالية هي سلوك وممارسة في اللفظ والتعبير. وقالت: ما نراه في المجتمع هو صدام وإحباط لبعضنا بعضاً. وذكرت أن أمهات الجيل السابق ربين أبناءهن تربية جمالية أكثر مما تفعله الأمهات في الوقت الحاضر رغم اختلاف المستوى التعليمي، موضحة أن التربية الجمالية تنعكس على المستقبل ومصير الشعوب وتغير اتجاهات عامة وعلى المستوى الشخصي، مشددة على أن ما نراه من نشر للتربية الجمالية هو مجهود فردي من مثقفين ومثقفات.