شد المدرسون الخصوصيون ميزرهم وبدأ موسم حصادهم الأول، وتقاطروا على المنازل الواحد تلو الآخر بشكل لافت للانتباه وبعضهم لا يجد فسحة من الوقت ما بين ساعات العمل النظامية ثم يعقبها متر الشوارع والأزقة والتنقل ما بين الطلاب إلى ما بعد منتصف الليل… بهدف توسيع مساحات الاستفادة قدر الإمكان وجني ما يستطيعون جنيه من مبالغ تصدر لبلدانهم بسرعة البرق. السؤال: هؤلاء تراخوا في تقديم العملية التعليمية كما ينبغي من أجل مبتغاهم ومرادهم.. والنتيجة ليست خسارة مادية فحسب، بل خسارة مركبة.. فالطالب لا يتلقى خلال الأيام الأخيرة علماً بقدر ما يلقن أجوبة الأسئلة وهو يرسمها كرسام ناقل ينقل من لوحة أبدعتها أنامل فنان، وهذا تشخيص الواقع الذي يعاني منه سوق العمل إذ يُدفع بخريجين تتحسر أنهم يحملون شهادات وهم فارغون مع الأسف. نتحدث كثيراً عن ضعف المخرجات وعدم تلبيتها للسوق ولكننا لم نتحدث كثيراً عن الذنب الكبير على من زج بالتعليم ليكون تجارة، وصار المستثمر وجلهم مع الأسف «تربويون وقياديون سابقون» يبحث عن تضخيم أرباحه دون التفاتة للحصيلة المتردية نتيجة تردي من يقدمها وتركيزه على الهدف الذي تغرب من أجله وهو تعظيم مداخيله ولا يلام مادام رب البيت نزع جلباب الوطنية وارتدى عباءة الشطارة لينافس أهل التجارة وأربابها في عقر دارهم. بقي أن أقول لعل الأمير خالد الفيصل بما عرف عنه من جد وعمل أن يلتفت لوقف المتاجرة بالتعليم فقد أتت على الأخضر إن كان قد بقي منه شيء ناهيك عن اليابس الذي ذرته الرياح!!