حدد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أسبوعاً واحداً للقضاء على وجود تنظيم القاعدة في صحراء الرمادي ومنطقة الجزيرة الرابطة بينها وبين محافظات صلاح الدين ونينوى، التي تعد إحدى أكبر مناطق وجود وتدريب تشكيلات القاعدة بأنواعها وأبرزها ما يعرف بدولة العراق والشام الإسلامية «داعش». وتتفق مصادر برلمانية وأمنية على أن هذه العناصر الإرهابية توظف أموالاً طائلة في تهيئة المعسكرات والصرف على مواقعها وملاذاتها الآمنة عبر خطوط مواصلات أقرب إلى النموذج الذي يستخدمه الجيش النظامي. وعدت مصادر أمنية من محافظة الأنبار في حديثها ل «الشرق» أن المعسكرات التي عثر عليها في منطقة الحسينات في وداي حوران تعد أقرب إلى نماذج معسكرات الجيوش النظامية، مؤكدة أن اللواء الركن محمد الكروي قائد الفرقة السابعة، قتل بانفجار لغم أرضي في محيط معسكر للقاعدة، بالإضافة إلى مقتل 16 عسكرياً من الفرقة السابعة من ضمنهم قائدها ومساعده قائد اللواء الأول في الفرقة العميد نومان محمد، إلى جانب آمري لوائين اثنين وأربعة عقداء وثلاثة ضباط آخرين برتبة نقيب واثنين برتبة رائد، فضلا عن إصابة 35 عسكرياً آخرين. وشددت المصادر على أن «مروحيات قتالية قصفت مناطق تجمع المسلحين ودمرت سبع سيارات رباعية الدفع تابعة للقاعدة في منطقة 160 وسط صحراء الأنبار»، مؤكدة على أن «القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي حدد أسبوعاً واحداً للقضاء على تنظيم القاعدة في المناطق الصحراوية الواقعة في محافظة الأنبار»، وأوضحت أن «المالكي يشرف شخصياً على سير العملية العسكرية في تلك المناطق؛ حيث اتصل بقيادات الجيش للمرة الثانية خلال ثماني ساعات». وتثبت الوقائع الميدانية سعي تنظيما «داعش» و«القاعدة» في العراق إلى فرض سيطرتهما على مناطق غرب العراق وشماله الغربي القريب من الحدود السورية. ويرى الخبراء أن المسلحين بصدد إقامة سلطة لهم في الأنبار ونينوى، أو على الأقل في مناطق وأقضية مترامية الأطراف تقع تحت سيطرتهم، والتوجه منها اتساعاً نحو المراكز المهمة، لتضييق الخناق عليها وبسط النفوذ في تخطيط جديد لتنظيم داعش في العراق. وأفادت مصادر أمنية أن «المسلحين نجحوا في فرض سيطرتهم على مناطق أبو رسن والدهل الواقعة على حدود الأنبار ونينوى خاصة مع حلول كل ليل»، لافتاً إلى أنهم «ينسحبون منها صباحاً، ويتكلون على ضعف الجهد الاستخباري لبسط نفوذهم ووجودهم الكامل». وقال الناطق باسم وزارة الدفاع محمد العسكري «بدأنا بمسألة دخول كل المناطق وضرب كل هذه المعسكرات، وعدم إعطائهم الفرصة»، مضيفاً «نفكر ألا نعطيهم الفرصة أن يقوموا بإعادة تنظيم أنفسهم أو في معسكرات في محافظة الأنبار». مستشار الأمن القومي العراقي السابق موفق الربيعي رأى أن «لا استقرار أمنياً في مناطق حواضن القاعدة وداعش. ولا نصر يكتب في هذه الصحراء إلا بتعاون إقليمي للحرب على الإرهاب»، مضيفاً «هم هنا في الكيلو 160 في الأنبار، نجحوا في فرض حضورهم، ونصب كمائن قبل بدء عملية ملاحقتهم». وقال الربيعي «لا يمكن هزيمة الإرهاب على مستوى وطني فقط، طريقنا أصبح واحداً، ينبغي علينا أن نتعاون إقليمياً ونشنّ حرباً إقليمية»، مضيفاً «نتعاون مع دول مجلس التعاون، ونتعاون مع إيران، وحتى مع سوريا وتركيا».