وجه الدكتور محمد العمري، نقداً للدراما التليفزيونية، خاصة التاريخية والكوميدية منها، موضحاً أنها ساهمت في وضع حاجز نفسي بين اللغة العربية والأجيال الحالية، وكوَّنت صورة مغلوطة تعمقت في ذوات طلابنا. وقال الأستاذ المشارك في جامعة الملك خالد في قسم اللغة العربية، خلال أصبوحة نظمها أمس قسم اللغة العربية في إدارة التربية والتعليم برجال ألمع بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، أدارها إبراهيم مضواح، بحضور مدير التربية والتعليم علي بن عوضة: إن الدراما التليفزيونية الساخرة صورت المتحدث باللغة العربية في غاية التحقير والابتذال، كما أنها صورت من خلال بعض المشاهد الدرامية معلم اللغة العربية في غاية الغباء. وطالب بعدم لوم طلاب الوقت الحالي لابتعادهم عن اللغة العربية الفصحى تحديداً، بسبب الصورة التي رسمتها لهم الدراما. كما حمَّل العمري، من وصفهم ب «أهل العربية»، من المعلمين وأصحاب المناصب والشعراء، مسؤولية في تشويه اللغة العربية، مشيراً إلى أنهم يعتقدون أن الإلقاء الشعري والخطابة ولغة التقديم على المنابر لابد أن يكون فيها تشديق وتقعر، وهذا جعل اللغة مشوهة في نظر المجتمع، وتحديداً طلاب المدارس. ولفت العمري إلى أن هناك إجماعاً على أن الفصاحة انتهت عام 200 للهجرة من بوادي العرب، مستشهداً بعدد من مقولات سيبويه وعلماء اللغة الذين كانوا يستخدمون الاجتياز والمشاقة والاختلاس غير المخل، مبيناً أن أداء العرب كان يتفاوت في اللغة العربية، مشدداً على أن القراءات القرآنية يمكن أن تكشف الوجه الحقيقي للغة العربية. وحول اللهجات العامية المستخدمة في المنطقة الجنوبية، أوضح أنها تعد من مستويات اللغة العربية الفصحى فيما يسمى بالأداء. وناشد بأن يكون العَروض ضمن المقررات الدراسية في الجامعات والمدارس لأنه أساس تعليم اللغة، مستشهداً بما يسمى «باللا» في الفنون الشعبية، التي تهدف إلى إقامة الشعر على نفس اللحن والنغمة، مؤكداً أنها جزء من اللغة الفصحى. وفي رده على إحدى المداخلات حول دور الجامعة التكاملي في علاج ضعف مخرجات اللغة العربية، ذكر أن الجامعات تحتاج إلى إعادة النظر في مقاييس التطوير والجودة، مشيراً إلى أن هناك جامعات سعودية نقلت عن طريق هيئات التدريس الأجنبية فيها، ما يدور في جامعات بلادهم، ولذلك رأى أن تعاد صياغة مقاييس التطوير والجودة لأن المناهج والبرامج تحتاج بشكل رئيس إلى إعادة الجانب المهاري، لافتاً إلى أنه يشفق على الجامعات لأنه يُطلب منها المستحيل، مشيراً إلى أن الحاضنة الحقيقية للطالب هي الإعلام، مطالباً بتوسيع دائرة النظر للوصول إلى الإعلام. وختم العمري محاضرته بنصيحة لطلاب محافظة رجال ألمع بالاعتزاز والافتخار بلهجتهم المحلية، مشيراً إلى أنها مستوى من مستويات الأداء في اللغة العربية.