شيء يعدّ ضرباً من ضروب الخيال وأشبه بخرافة الغول والعنقاء، لا يصدقة العاقل و(اللاعاقل) ولربما إن نبست به ببنت شفه لقامت الدنيا على رأسك ولم تقعد، ووصموك بعار الكذب، وقصفوك بأعيرة الاستهجان، أو كما وصف ذلك الطاعن في السن ومن دخلوا مرحلة (القيم أوفر) صديقنا من كنا ننعته ب”الشخصية الكارتونية” (هوبلا) وهو يتحدث بإسهاب عن جهاز الفاكس ومدى سرعته وأهميته، وأنه أرسل تقريراً طبياً إلى أحد مستشفيات لندن وجاءه الرد بالموافقة خلال خمس دقائق، وأثناء استرساله بالحديث التفت ذلك المسن يتفحصه بوجه عابس مقطباً حاجبيه يرمقه بنظرة وحش كاسر يستعد للانقضاض على فريسته، وقال له بلهجته البدوية (أهبّ يا وجهه!) وتعنى قبح الله وجهك! غير مصدق ما تفوه به هوبلا! ما ذكرني بتلك الحادثة (حاجة مهببة) ربما ستدفع لتلك الأهبّ! ولكن أنا على أهبة الاستعداد للإثبات وبراءة ساحتي من تلك (الهبّة)، وذلك من خلال الخبر الذي قرأته وتناقلته الوكالات والصحافة العالمية ومفاده أنه “تمكنت الصين من تحقيق رقم قياسي مذهل بتشييد مبنى من ثلاثين طابقاً في 360 ساعة فقط، أي ما يعادل 15 يوماً في مقاطعة هيونان” وفي مقارنة أخرى هذا خبر، ولكن ليس في الصين بل هنا وجاء فيه “طالب عدد من أهالى أحد الأحياء المسؤولين بالأمانة بالنظر بوضع الحي وإنهاء معاناتهم بسفلتة شارع لا يتجاوز طوله مائتي متر”، حيث ذكروا أن المقاول توقف عن إكمال الشارع منذ سنتين، معللين السبب بعد مراجعتهم مرات عديدة بانتهاء كمية الإسفلت المخصصة بعد سنة واحدة من العقد المبرم مع الشركة ومدته أربع سنوات، وأنهم عليهم الانتظار إلى انتهاء مدة العقد السابق وتعميد عقد جديد للشارع مدته ثلاثون شهراً! وبذلك يحتاج مشروع سفلتة شارع بطول مائتي متر إلى سبع سنوات! ألاحظتم الفرق! رباعيات هيئة فساد وفي بلدنا مواضيع صفقة رشاوي بين بايع وشاري نبّي نشوف التنمية والمشاريع حنا تعبنا من الفساد الإداري!