مدت يدها لتمسك بالكيس الورقي. اهتمامها بمن حولها فقدته فلم تعد تتذكر كيف تتطلع في الناس. شعرت لحظتها بحركات كثيرة تجوس حولها فبدت كأنها أرواح الجحيم تتباهى بوجودها في الجوار. يدها ما تزال ممتدة وقد أمسكت بالكيس وجبينها مقطباً. كل تركيزها تلك اللحظة هو أن تحافظ على توازنها مع السبعون عاما التي تحملها. عادت إلى أرواحها بعد أن تأكدت من المسفع حول رأسها ثم استدارت وهي متأكدة أن هناك أحد كان في مكانها هنا وقبل أن تصل بدقائق. رسمت خطواتها على الطريق ببطء إلى أن انعطفت في آخر الشارع متناسية الأصوات التي سمعتها محاولة تذكر طريق العودة باهتمام.