قد لا يخلو حديث معظم أبناء الجيل الحالي من كلمات ليست من أصل اللغة العربية، ولكنهم ابتكروها كتعبير عن بعض الانفعالات، منها «الزبدة»، «مهايط»، وغيرها. وفي ذات الوقت فهم يجدون صعوبة بالغة في التعامل مع اللغة العربية الفصحى، بل ويطلقون على من يتقنها «مثقف»!. وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية 18 ديسمبر، أكد عضو هيئة التدريس في قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية في جامعة الإمام محمد بن سعود، الدكتور عبدالمجيد نيازي أن الكادر التدريسي مسؤول عن خلق الفجوة بين أبناء هذا الجيل واللغة، وذلك من خلال اعتمادهم على الكلمات العامية الدارجة في الشرح. وأضاف أنه لابد من الوقوف عند مخرجات التعليم لتحديد الخلل ومعالجته، مبيناً أن أوراق اختبارات الطلاب تغص غالباً بمفردات خاطئة نحوياً وإملائياً، وهو ما ينبئ بخطر حقيقي على مستقبل اللغة العربية. وأرجع نيازي سبب ميل الجيل الجديد لاستخدام لغة عامية ذات مفردات دخيلة إلى الانفتاح غير المتدرج، مضيفاً أن الألعاب الإلكترونية والأفلام الأجنبية صنعت مفهوم (الكوول) وجعلته مستساغاً لدى الأكثرية مضيفاً أن الخطر السابق كان محدوداً بتأثير الخدم على الأطفال وتوسع الآن ليشمل مواقع التواصل ومقاطع اليوتيوب التي تعمد إلى استخدام ألفاظ عامية بحتة. وأضاف أن للأهل دوراً كبيراً في تقويم سلوك الأطفال، مشيراً إلى أن عليهم عجم التراخي في الحزم وتوجيه لغتهم تحدثاً وكتابة. خاصة أثناء انخراطهم باللعب بالألعاب الإلكترونية التي تعمد إلى ترسيخ ألفاظ نابية باتت على ألسنتهم وكأنها مديح. وأشار إلى استخدام الأهل بعض المفردات بخلاف الحروف في تدليل الطفل مثل ( يدنن ، قنبي) بدل( يجنن، قلبي) حيث يسهم ذلك في تكوين قاعدة لفظية مغلوطة لدى الطفل في سن مبكرة، أما عن مسببات ودوافع الشخص إلى استخدام هذه المفردات وتهميش الفصحى قال إن هناك اختلافاً في المسببات، وقد تكون ناتجة عن تمرد، ولفت نظر، أو مسايرة للأصدقاء. من جهته، أكد المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم في المنطقة الشرقية خالد الحماد أن مخرجات التعليم مطمئنة، فمن بين الطلاب الشاعر والخطيب والأديب مؤكداً أن الوزارة انتهجت منذ فترة تعميم ينص على ضرورة التخاطب مع الطلاب بالفصحى طوال اليوم الدراسي مضيفاً أن المسؤولية يتقاسمها جميع المؤسسات التعليمية والأسرة والمجتمع للحفاظ والنهوض بلغة القرآن التي عرفت أنها متغيرة وليست جامدة ومناسبة لكل الأزمان باعتبارها لغة فكر وعلم.