رصدت مجلة «كريستيان ساينس مونيتور» عند عرض الفيلم المكسيكي الجريء «مس بالا» لأول مرة في المكسيك، نشر أكثر من مقال في الصحف المحلية يتساءل عما إذا كان من المقبول صنع فيلم مماثل لمشروعات المخرج غيراردو نارانخو، حول «رحلة مخيفة وغير مريحة إلى عالم الجريء والوحشي لعنف عصابات التهريب في الدولة، وهي خالية من نماذج هوليوود المعلبة للبطولة في أفلام الحركة». ويتناول الفيلم أشياء مؤثرة فعلاً، لكن نارانخو يقدم رؤيته القاسية دون أن يأبه بالاعتذار، الأمر الذي يجعل تحفته الجديدة فاتنة واستفزازية. و»ميس بالا» الذي يمكن ترجمته ب»آنسة الرصاص»، فيه إشارة ماكرة إلى كل من الشخصية الرئيسية، وهي الشابة التي تطمح بأن تكون ملكة جمال (تلعب دورها ستيفاني سيغمان)، وإلى العنف الذي يكتسح المنطقة. العناوين الجانبية تكشف أن عنف العصابات تسبب في مقتل 36 ألف شخص منذ عام 2006م. والقصة المستندة، بتصرف، إلى القصة المخزية لملكة جمال سابقة لورا زينجو، تعرض من وجهة نظر الشابة الفقيرة من تجوانا التي تبلغ 23 من العمر، حيث تنقلب حياة لورا الريفية الهادئة رأساً على عقب بعد جريمة شهدتها وقتل فيها أشخاص عديدون، من بينهم رجال شرطة، وعملاء فيدراليون أمريكيون، على يد أعضاء العصابة المحلية «لا أستريلا». يقوم بخطفها زعيم العصابة لينو، الذي يجسد دوره ببراعة الممثل نوا هيرنداز، ويستغل جمالها لاستخدامها كطعم لمخططات العصابة، قبل أن يلقى القبض عليها، وتلفق لها الحكومة جميع التهم بدلاً من عصابة لا أستريلا. يعزز المخرج التوتر المستمر في الفيلم باستخدامه للقطات الطويلة غير المتقطعة، وهناك فقط 130 قطعاً في الفيلم بأكمله، والموسيقى التصويرية شبه معدومة. والسيناريو الذي كتبه المخرج، وموريشو كاتز، متاهة من الخداع والتناقضات، وتكاد تخفي الخط الفاصل بين الشخصيات الجيدة والسيئة التي تشدد على الطبيعة الراسخة للفساد. وكباقي الأفلام المكسيكية التي تناولت حرب المخدرات مؤخراً، «ميس بالا» لا يعطي للمشاهدين كثيراً من الأمل. وفي النهاية العدالة لن تتحقق للورا. يذكر أن الفيلم مرشح لجائزة الأوسكار عن فئة أفضل فيلم أجنبي.