دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي اليوم الاثنين ، المجتمع الدولي إلى عدم إفشال النموذج الإنساني الذي اتبعه لبنان في تعاطيه مع ملف اللاجئين السوريين. وحث ميقاتي ، في حفل إطلاق "التقرير السادس لخطة الحكومة اللبنانية لمعالجة تداعيات الأزمة السورية" ، المجتمع الدولي على "عدم السماح للنموذج الإنساني الذي اتبعه لبنان بتعامله مع ملف النازحين السوريين أن يفشل". واعتبر ميقاتي أنه "بفشل النموذج الإنساني في لبنان فإن الإنسانية في العالم تقتل ويكون كل ما يقال عن الإنسان وحقوقه مجرد شعارات فارغة". وأضاف ميقاتي أنه منذ اندلاع الأزمة السورية "اعتمد لبنان مبدأ النأي بالنفس عن الصراع الدائر هناك ، ولكن وإن استطاع لبنان النأي بنفسه سياسياً لكنه لم يستطع تطبيق هذا المبدأ من الناحية الإنسانية وخصوصا مع بدء حركة النزوح البشري غير المسبوقة من حيث الحجم إلى أراضيه". وأشار إلى أن لبنان "تحمل ، وهو بالأصل الدولة ذات الكثافة السكانية الأعلى ما بين دول المنطقة ، العبء الأكبر لأزمة النازحين السوريين إما من حيث أعداد النازحين بشكل مطلق أو نظرا إلى حجم أراضيه وعدد سكانه". وأوضح أنه ومع دخول السنة الرابعة لأزمة اللاجئين السوريين ، تشير الأرقام إلى أن لبنان يستقبل أكثر من 830 ألف نازح مسجل حتى الآن لدى المنظمات الدولية. وتابع :"هذا العدد غير المسبوق للنازحين كبير بكل المقاييس نسبة إلى حجم لبنان جغرافيا واقتصاديا ونسبة إلى المشاكل الاجتماعية والتنموية التي يعانيها أصلا والتي كانت الحكومة ولا تزال تعمل جاهدة على حلها من خلال عدة مشاريع كمشروع استهداف الفقر ومشاريع تنموية أخرى". ولفت إلى أن التدفق الكبير للنازحين السوريين شكل "زيادة مهمة في حجم توافر اليد العاملة مما ساهم في تراجع مستويات الأجور وأنتج مزيدا من البطالة حيث ارتفعت إلى ضعف حجمها العادي. كل هذا يؤدي إلى مزيد من الأوضاع المأسوية نتيجة ما يحصل في سورية". وأضاف :"لقد قام المجتمع الدولي مشكورا عبر عدد من الدول المانحة والتي نتوجه إليها بجزيل الشكر والامتنان بتأمين أكثر من 840 مليون دولار أي ما يقارب 69 % من المساعدات المطلوبة في التقرير الخامس لخطة الحكومة اللبنانية وشركائها لمعالجة تداعيات الأزمة السورية على لبنان". وتوجه المسؤول اللبناني إلى "ممثلي الدول المانحة والمجتمع الدولي للاستمرار في دعم لبنان وشركائه في مجال تقديم المساعدات الإنسانية الطارئة عبر مساعدات إضافية تقدر بنحو مليار و850 مليون دولار ومفصلة في التقرير الجديد الذي هو بين أيديكم". وأوضح أن "هذه المساعدات تغطي أربع مجموعات مستهدفة وتشمل اللاجئين السوريين إلى الأراضي اللبنانية واللاجئين الفلسطينيين القادمين من المخيمات السورية إلى لبنان واللبنانيين المقيمين في سورية والذين عادوا إلى لبنان والأهم أنها تشمل المجتمعات اللبنانية المضيفة والتي تشمل نحو مليون ونصف مليون شخص ومعظمها من الفئات الأكثر فقرا وتهميشا وتتمركز في المناطق الحدودية النائية". (د ب أ)ف ع/ح م/م ر2013/12/16