تشبثتْ بذاك الكرسي المهتز حاولتْ التماسك بنهايات أمل والوقوف مجدداً على سلم خبث نياتهم وتلك القوة المخيفة التي تجتاحهم.. لتقول.. تبدو ابتساماتنا ياسمينة أزهرت بالشتاء، تغدو أرواحنا فقاعات ترتسم عليها شفافية السماء، يفوح ما بداخلنا على نقيض رائحة الدماء، يُثار الغبار عمداً على أسطح براءتنا، وتتساقط الأمطار على عمق نجاستهم، تهب الرياح بصوت مخيف ليرعبنا ويُسعدهم… نلتحف أذكارنا، نختبئ بمعطف يحتوينا وسرعان ما يخترقه ظلم أتى من بعيد لا لشيء، فقط لكوننا طيبين لأننا طيبون نعاني، نتألم، نصرخ بلا أذان لأننا طيبون استغلونا جعلونا هدفاً لحركاتهم المريبة، وثقنا بهم في حين سممونا نفاقاً وخنقونا عناقاً… دائماً أحسد أولئك البشر المخيفين الذين يصطنعون الطيبة ودواخلهم تشتعل قوة وخبثاً، كم تمنيت أن أصبح مثلهم لأعيش كالملوك ويبدو أن أمنيتي تقبع في المستحيل… عاشقةٌ أنا.. لظلامٍ فيه أكون بمفردي لا أحد يراني سوى من فقد الإبصار. خائفةٌ أنا.. خوفي جعل من جميع الفصول شتاءً قارساً وانكماشي ليلاً اغتال النهار. ملائكةٌ نحن.. منسلخون من عالم جشع لا يؤمن سوى بقوى تغسل الزيت بالنار. أغبياء نحن.. نعم أغبياء لكوننا طيبين في حين كل المشاعر تحولت إلى دمار. الطيبون.. رحلوا وتركونا نقتفي آثارهم دون عودة. أتحبون أن تروا دموعنا.. أتعشقون القهقهة على سذاجتنا.. أتتفننون بتلويث جروحنا.. بالطبع فأنتم من أتقن مفهوم العيش بينما نحن أحياء أموات… ازدحام البشر مرعب ونواياهم هي الأرعب الشوارع مكتظة بأناس احتلوا حيزاً من الفراغ ونحن حتى الفراغ أبى أن يحتوينا وتلك المحطة مليئة بالراحلين المتشابهين ونحن طريقهم الممهد يعبرون فوقنا بسلام… نبحث عن العدم والمعنى لكوننا لا شيء مغفلون نسامحهم على كل شيء ساذجون فطيبتنا لا شيء في عالم بات لا يرى أي شيء .. انتظروا، أرجوكم لا تذهبوا… أين تكمن المشكلة هي.. في.. أننا طيبون…!!