إلى أخي علي الرباعي ماذا لو أغلقت الباب صباح اليوم ولم أخرج لاستقباله ماذا لو أشحت بوجهي عن النافذة ولم أره ماذا لو تفاديته ولم أتسلم مكالمته ولا فتحت رسائله اللحوحة. أليس الحذر من الحكمة أليست وقاية القلب خيراً من علاجه لما حدث شيء لولا أن صدقت الموت. .. أعتبره مسافراً وعلى وعد بعودته أقطع الأيام أرسل له أخبار أمه وإخوته في البريد وصوراً للمناسبات أرفعها إلى صفحته في فيسبوك أكتب له بين فترة وأخرى وأستفسر عن أحواله وإن لم يرد سأعذره بسبب انكبابه على مشاغل الغربة غرفته سأنظفها كل يوم.. أرتِّب حاجياته في الأرفف ملابسه في الخزانة أنفض ثيابه الثقيلة كلما أقبل شتاء وأضبها كل صيف.. وقميصه المفضل سيكون في طليعة المعلقين. أضعه في ميعة الغياب.. لا يكبر ولا يشيب أتذكر أخطاءه الصغيرة وأضحك مزعزعاً حتى يطفر الدمع أتحدث معه في خلواتي وأستشيره في شؤون البيت يكبر إخوته تحت رايته وأخواته يتزوجن وينجبن أطفالاً يتسابقن على اسمه ويبقى هو كبيرهم الصغير يلعب مع أطفال ينادونه يا خال ولن يؤلم صمته أحداً غيري بعد الآن. أحزم على قلبي وأشد عليه لئلا يتفتت العالم في يدي.