أقام متظاهرون أوكرانيون متاريس جديدة بدلاً من تلك التي أزالتها قوات الأمن وعززوها بالثلوج وأكياس الرمل لتبدو ساحة الاستقلال أشبه بميدان معركة محصن في العاصمة كييف، وشجعهم على ذلك تأكيدات من الشرطة بأنه لن يجري إزالتها بالقوة. وتجمع ألف شخص صباح أمس في الساحة بعد ليلة هادئة غداة محاولة هجوم فاشلة شنتها قوات الأمن على المتظاهرين الموالين لأوروبا. وظل آلاف الأشخاص طوال الليل في الساحة التي يطلقون عليها اسم ميدان أيضاً، وهو عدد أكبر من المحتجين الذين كانوا في الساحة في الليالي التي سبقت انتشار مئات الشرطيين من قوات مكافحة الشغب صباح الأربعاء قبل أن يتراجعوا بعد ساعات. وصرح أولغ بوليفكوف الذي قضى ليلته يحرس تلك المتاريس، إن «الليلة مرت بسلام»، معتبراً فشل هجوم قوات الأمن صباح الأربعاء «درساً جيداً». وأضاف «لقد استخلصوا النتائج وأدركوا أنه لا يمكنهم مكافحة شعبهم». ودخلت تعبئة المعارضة الموالية لأوروبا أمس أسبوعها الرابع، مطالبة برحيل الرئيس فيكتور يانوكوفيتش منذ رفضه التوقيع على اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي كان في طور الإعداد منذ أشهر مقابل التقارب من موسكو. وتشتبه المعارضة في أن أوكرانيا التي تشهد ركوداً وتكاد تفلس، تعتزم التوقيع في ذلك التاريخ على اتفاقات اقتصادية مع موسكو تمنحها أسعاراً تفضيلية في شراء الغاز وربما حتى قروضاً. وفي واشنطن، يبحث أعضاء في الكونجرس تشريعاً لمنع إصدار تأشيرات دخول لمسؤولين أوكرانيين أو تجميد أصولهم في الولاياتالمتحدة إذا تصاعد العنف ضد متظاهرين مناهضين للحكومة في كييف. وأدان أعضاء ديمقراطيون وجمهوريون في الكونجرس الأساليب العنيفة التي استخدمت خلال أسابيع من الاحتجاجات التي شارك فيها مئات الآلاف ضد قرار الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش بإعادة البلاد إلى فلك موسكو وبناء الروابط الاقتصادية معها بدلاً من التقارب مع الاتحاد الأوروبي وإبرام اتفاق تجاري معه. وقال السناتور الديمقراطي كريس ميرفي رئيس اللجنة الفرعية لشؤون أوروبا في مجلس الشيوخ «سنراقب تصرفات يانوكوفيتش عن كثب». وأضاف «سلوكه خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية غير مقبول، وإذا استمر في استخدام الجرافات والهراوات لتفريق مظاهرات سلمية فيمكن أن تكون هناك عواقب حقيقية من الكونجرس».