المزارعون والمقيمون بوادي تريم شمال محافظة ضباء في تبوك يصارعون من أجل البقاء بجانب مزارعهم وأشجارهم، التي يعتمد أغلبهم عليها في تحصيل رزقه. لكن كثيراً منهم بدأ يتسرب من الوادي، بعد جفاف وقلة الماء، بل وانعدامه في كثير من الأحيان. الوادي الذي يبعد عن المحافظة حوالي 90 كلم بحاجة ماسة إلى أن يجري من جديد وتدب فيه الحياة، لكن الماء ظل شحيحاً لايكفي لسقيا مزارع قاطنيه، فطالبوا بإنشاء سد للوادي للاستفادة من جريانه، خاصة وقت الأمطار والاستفادة منه في ري مزارعهم التي ماتت بعض أشجارها. ويقول إبراهيم العبيواني: وادي تريم من أبرز أودية المنطقة، وكان يشتهر في الماضي بكثرة مزارعه ونخيله التي تمتد على طول الوادي، وكذلك تمره الذي كان مصدر رزق لكثير من أهاليه، كما تتميز مزارعه بزراعة الطماطم التي تباع في أسواق المحافظات، إضافة إلى تبوك، فضلاً عن تميزها بانتشار أشجار الدوم. وأضاف: أصبح وادي تريم جزءاً من الماضي، نظراً لشح المياه وقلتها، وأصبح نخيله يموت واقفاً، ولا ترى في الوادي سوى بضع شجيرات مازالت صامدة، وهناك كثير منها أصبحت جذوعها شاهدة على ما آلت إليه، كما لحقت أشجار الدوم بالنخيل أيضاً، وأخذت في الانقراض للسبب نفسه، كما انعدمت زراعة الخضراوات والفواكه في هذا الوادي الذي كانت مزارعه في الماضي القريب من أشهر مزارع المنطقة. مؤكداً أن المهتمين بالزراعة والمحافظين على هذه الثروة أخذوا في الابتعاد عن الوادي لقلة الماء. ونوه العبيواني بأن الأهالي رفعوا لفرع مياه تبوك للمطالبة ببناء سد منذ 35 سنة، وآخرها في شهر شعبان من العام الماضي 1434ه للاستفادة من جريان الوادي وقت هطول الأمطار، مشيراً إلى أن الوادي سال أكثر من مرة، ولكون مياهه تصب في البحر الأحمر لا يستفيد منها أحد. مضيفاً أن السد مطلب ملح لأهالي الوادي حتى يعود إلى سابق عهده، وتنتهي سنوات الجفاف التي أثرت على نخيلهم وأشجار أخرى لها مئات السنين. من جهته، أوضح ل «الشرق» الناطق الإعلامي لفرع المديرية العامة للمياه في تبوك عبدالمجيد الفوزان أن المديرية العامة للمياه في تبوك رفعت طلب بناء سد لوادي تريم من ضمن طلبات بناء سدود في المنطقة منذ 1434ه، كذلك تم الرفع به في هذه السنة 1435ه، وقال: لكنه لم يتم اعتماده حتى الآن، ونأمل أن يتم اعتماده قريباً.