كتب شارلز هِلْ في مقدمة الكتاب يقول: «العصر الحديث تزوَّد بقدرة غير مسبوقة لرؤية التاريخ البشري كله، بنظرة واحدة. نحن نعيش في «متحف بلا جدران» يمكننا من التعرف على علامات اللحظة التاريخية التي نشعر بها اليوم في سوريا. منذ انهيار مسيرة الخلافة الإسلامية في عام 1924 بنهاية الإمبراطورية العثمانية، بحثت شعوب الشرق الأوسط، دون استقرار أو نجاح، عن هوية إسلامية لتجد نفسها محكومة بطريقة متخلفة وملكيات مستبدة. ظل الإصلاح حلماً خيالياً وأصبحت الدعائية الكلامية والتهديد المبطن من الأفعال المتداولة في الحياة. وعلى مرّ العقود لا يتذكر الناس من خارج المنطقة وقتاً لم يكن فيه الشرق الأوسط مشكلة أو تهديداً لبقية البشرية. ولذا، عندما بدأ القرن الحادي والعشرون في 11 أيلول/ سبتمبر 2001، جاءت صدمة الصحوة ضرورة «إعادة صياغة الشرق الأوسط الكبير» كحلٍّ وحيد للحيلولة دون تهالكه خارج النظام العالمي، وانتشاله من مستنقعه وإعطائه دوراً إيجابياً في نظام العالم وتقدمه. إن الربيع العربي صحوة على الواقع من قِبل سكان شباب جدد يصفون أنفسهم بأنهم لا علاقة لهم بالحركات والأنظمة القمعية السابقة. ستُدمّر الثورة السورية أو ستغرس لها موطئ قدم، وهذا لا يمكن حدوثه دون مساعدة خارجية. ينبغي على العالم بأسره أن يرى أنه يواجه خياراً خطيراً. إذا استطاع الثوار الاستمرار دون أن يقعوا ضحية لبعضهم بعضاً أو لأعداء الحرية المتمكنين، فإن تغيير الشرق الأوسط الكبير سيكون فعلاً في طريق التكوين».