مفاجأة جديدة من علم «الباليونتولوجيا» (PALEONTOLOGY) جاءت من خلال الكشف عن الانفجار البيولوجي العظيم كما كان الحال في الانفجار العظيم الكوسمولوجي، عندما كان الفريق العلمي السويدي الصيني يبحث في منطقة شينج يانج (CHENGJIANG) من جنوبالصين يقلب صفحات كتاب (طبقات الأرض) يقرأ عبر لغة (الباليونتولوجيا) حروفاً جديدة تلقي الضوء على مزيد من أسرار تاريخ الأرض، وتفك تلك الطلاسم المخفية من رحلة الحياة البيولوجية للكائنات؛ حين اصطدم فجأة بكائن صغير في عمق كيلومتر من الأرض، لا يزيد طوله عن أربعة سنتمترات قد ترك آثاره المتحجرة في طبقات الأرض، وعندما أرسل إلى مخبر تقييم الزمن كان الرقم صاعقاً، هذه المرة ليس مثل هيكل أرديبيثيكوس راميدوس (ARDIPETHICUS – RAMIDUS) في قصة الإنسان الذي بلغ 4.4 مليون سنة، بل حوالي نصف مليار سنة (وبالضبط 530 مليون سنة). هذا الحيوان أعطي اسم «يونانوزون ليفيدوم» (YUNNANOZOON – LIVIDUM) الذي عاش قبل ما يزيد عن نصف مليار سنة، يستحم في المحيط المائي البدائي للكرة الأرضية، وبدا أقرب إلى أوراق المراعي المسطحة بحجم إبهام إنسان، وبفم خرطومي يرشف ماء المحيط المالح الممزوج بالطين، ذو بنية قاسية وبعمود فقري مرن، أوحي إلى علماء الباليونتولوجيا بأن يكون هذا الحيوان مقدمة بقية الفقريات والكائنات التي عمرت الوجود لاحقاً، فمسيرة الحياة لم تمش خطوة خطوة كما كان التصور حتى الآن؛ بل انطلقت عارمة بكل عنفوان، في حقبة لم تتجاوز عشرة ملايين من السنين، لتنتج معظم النماذج التي تنتسب لها الكائنات التي تعمر العالم اليوم. إن المعلومات الموجودة بين أيدينا حتى الآن في علم تاريخ الأرض «الباليونتولوجيا» تعطينا مسلسلاً رهيباً في عمر الزمن والأحداث، تم التوصل إليه من خلال تطوير علوم جديدة في معرفة عمر بقايا الكائنات والحضارات، من خلال ساعات كونية وبيولوجية مغروسة في الطبيعة، كما في ساعة الكربون 14 وعلاقة تحول البوتاسيوم الأرجون؛ فعن طريق تحول الكربون 14 يمكن ضبط الزمن حتى 57 ألف سنة، وعن طريق ساعة تحول مادة البوتاسيوم إلى أرغون، يمكن معرفة التاريخ الممتد إلى مليارات السنوات، باعتبار أن نصف عمر تحول الذرات يتطلب 1.25 مليار سنة، أي عملياً حتى ساعة بداية الكون، وبهذه الطريقة أمكن تحديد يوم ولادة الكرة الأرضية التي نعيش عليها، وأمكن معرفة أن بداية تشكل الكرة الأرضية التي نعيش عليها تعود إلى 4.6 مليار سنة.