طلب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد أمس الاحد البدء بانتاج اليورانيوم العالي التخصيب، لافتا الى عدم التوصل الى اتفاق حول تبادل الوقود النووي بعد اختبار قوة مع الدول الكبرى استمر اكثر من ثلاثة اشهر. واعلن الرئيس الايراني هذا الموقف بعد بضعة ايام من تأكيد استعداد ايران لتبادل الوقود النووي. وقال احمدي نجاد مفتتحا معرضا مخصصا لتكنولوجيا الليزر «قلت لنعطي الدول الكبرى شهرا او شهرين للتوصل الى اتفاق لتبادل اليورانيوم وان لم يوافقوا فسنبدأ بأنفسنا بانتاج اليورانيوم العالي التخصيب». واضاف «لكن الدول الكبرى بدأت تتلاعب بنا، ولو انها بدأت اخيرا تبعث رسائل مفادها انها تريد التوصل الى حل». وكان رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني القريب من مرشد الجمهورية علي خامنئي صعد لهجته أمس الأول متهما الدول الغربية بالسعي الى «خداع ايران» ل «انتزاع اليورانيوم المخصب» منها. وتخصيب اليورانيوم هو منذ اعوام في صلب النزاع بين ايران وقسم من المجتمع الدولي الذي يتهم طهران بالسعي الى امتلاك سلاح نووي تحت ستار برنامج مدني، وذلك رغم نفي طهران المتكرر لهذا الامر. وقال احمدي نجاد مخاطبا رئيس الوكالة الايرانية للطاقة الذرية علي اكبر صالحي الذي كان يقف بجانبه «دكتور صالحي، ابدأ بانتاج اليورانيوم (المخصب) بنسبة 20% بواسطة اجهزتنا للطرد المركزي». وكان الرئيس الايراني اعلن في بداية ديسمبر ان بلاده ستنتج اليورانيوم المخصب بنسبة عشرين في المئة الذي تحتاج اليه لمفاعل الابحاث الطبية في طهران في حال رفضت الدول الغربية تسليمها هذا اليورانيوم. ورفضت ايران في نوفمبر اقتراحا تقدمت به في 21 اكتوبر مجموعة الدول الست الكبرى (الولاياتالمتحدةوروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا) يقضي بأن ترسل طهران دفعة واحدة اكبر كمية لديها من اليورانيوم الضعيف التخصيب الى روسيا ثم الى فرنسا لتحويله وقودا نوويا لمفاعلها في طهران. لكن ايران ردت بإمهال الدول الست الكبرى حتى اخر يناير للموافقة على تزويدها هذا الوقود بشرطين: القيام بمبادلة متزامنة وتسليم كميات محدودة على دفعات. غير ان احمدي نجاد اكد في الثاني من فبراير ان «لا مشكلة» لبلاده في مبادلة الوقود، من دون ان يفصح عن شروطه. وردت الدول الست بحذر على هذا الموقف، مطالبة ايران ب «ترجمة اقوالها افعالا». بدوره، اعلن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو أمس الأول ان الوكالة لا تزال تنتظر ردا من طهران. وقال احمدي نجاد أمس «لا يزال باب النقاش مفتوحا، لم نغلقه»، مشيرا في الوقت نفسه الى ان اي عملية تبادل بين طهران والدول الكبرى للحصول على وقود نووي يجب ان تكون «غير مشروطة». واكد ان طهران باتت تملك «القدرة على تخصيب اليورانيوم الى اي مستوى بفضل تكنولوجيا الليزر» التي اضيفت الى تكنولوجيا التخصيب بواسطة الطرد المركزي المستخدمة حاليا في ايران لانتاج اليورانيوم الضعيف التخصيب.