تتعالى الأصوات نحو الوحدة الوطنية، ونبذ الفروقات العنصرية والمناطقية والطائفية. وأُنفقت لذلك ملايين الريالات من حوار وطني وحوارات الأديان، وكتابات لإعلاميين وتصريحات لمسؤولين، وتدخل لمنظمات حقوقية، وجهات تشد وجهات ترخي بصراع يبدو أنه سيمتد إلى قيام الساعة. وحدها تلك اللحظة التي وحدت أبناء وبنات الوطن على قلب واحد، حين توجَّهت الأنظار لقناة الإخبارية التي ربما لا يشاهدها كثير من السعوديين إلا في هذه الأوقات في السنة، أو عبر وسائل التواصل وهم يتساءلون؟؟ ها ثبت، إجازة، نسهر، نتجمع غداً للفطور، نخرج للبر لنكشت. وتنشط الاتصالات والتهنئة بيوم الإجازة مستبشرين بسوء الأحوال الجوية و بنية تحتية شبه منعدمة ومتكررة لسنوات بتكرر نفس العوامل، ولا تبدو أي بوادر لحلها سوى ملايين أخرى نسمع ونقرأ عنها وبتكرار لنفس الأخطاء. ولا عزاء لمن لا يحظى بإجازة، إما لأنه لا ينتمي لسلك التعليم أو لأن سوء حظه جعله يسكن في منطقة آمنة من الأمطار ومن الكوارث الجوية. بما أن حل مشكلة الشوارع والمباني والبنية التحتية له سنوات دون بوادر أمل، بل على العكس نجد المباني الحديثة والأنفاق والشوارع الجديدة بمشكلات أسوأ مما سبق، فعلى الأقل نبحث عن وسيلة لكيلا نخسر جيلاً كاملاً صار حلمه أن ينتظر الإجازة مقدماً على السلامة. لنجعل أحد الأهداف بمعالجة تصريف الأمطار أن يكون إنقاذ الأجيال القادمة وإن كرهوا استمرارية الدراسة لا تصريفهم من المدارس وذلك عبر وسائل بديلة تتناسب مع الامكانات المتوفرة بكل منطقة تتعرض لظروف تمنعها من تقديم التعليم بالشكل المعتاد. وليسمح لنا المستشارون الذين عينوا لهذه الأمور ويتسلمون رواتب وبدلات لتقديم حلول، حتى لا نتعرض لمثل مانعاني منه الآن من استمرار لنفس ما نشكو منه، وأن نتطفل عليهم باقتراح التعليم عن بُعد الذي تطبقه بعض الدول الأقل إمكانية مادياً من السعودية للطلبة الذين يصعب عليهم الانتظام في الدراسة لظروفهم الصحية أو الجغرافية أو لعوامل الطقس. حق التعليم كفلته الأممالمتحدة للجميع، وخسارة جيل محور حياته يتمركز حول الإجازات وهو من عمر المدرسة فماذا سنتوقع منه عندما يصل لمرحلة تتطلب منه الإنجاز والفعالية؟.