يعدُّ محمد المحيا من المذيعين السعوديين المعروفين، فهو مقدم «قهوة الصباح» على القناة الأولى السعودية، وعمل مع قناة «الرأي» الكويتية لمدة سنتين في المملكة العربية السعودية، وعمل منتجاً لقناة MBC في برنامج «صباح الخير يا عرب»، ومذيعاً لنشرة أخبار «صباح السعودية»، كما أسهم في تأسيس قناة «شموس» مؤخراً. المحيا تحدث ل «الشرق» عن طموحه منذ أن كان في المرحلة المتوسطة بأن يكون مذيعاً في التلفزيون؛ لتأثره بالمذيعين عندما كان يشاهدهم، وأنه كان يعتقد أن المذيعين الذين يظهرون في التلفزيون «مصطفين من البشر». وقال المحيا «أتذكر أنني سُئلت عندما كنت في الصف الثالث ثانوي من مدرس إحدى المواد عن طموح كل طالب، فقلتُ له إن طموحي أن أظهر في التلفاز، فسألني ماذا تريد أن تكون في التلفاز، ولم أكن أعرف مسمى مذيع حينها، فقلتُ له مثل الذين يظهرون في التلفاز ويقرؤون الأخبار، فرد ضاحكاً (يبأ قابلني)». وبعد إتمام الثانوية العامة، عرض عليّ بدخول القطاع العسكري، ومن ثم قُبلت في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، لكنني لم ألتحق بالدراسة. وبالصدفة، دخلت جامعة الملك سعود، وقرأت لوحة مكتوباً عليها قسم الإعلام، ولا أعرف ما هو قسم الإعلام، فقابلت سكرتير القسم، وقلتُ له ما هذا القسم؟! فرد «هذا قسم الإعلام الذي يخرج الطلاب ليصبحوا مذيعين في التلفاز»، فقلتُ «بس، وصلتُ لأمنيتي»، فقدمتُ وقُبلت في قسم الإعلام جامعة الملك سعود، ودرست لمدة أربع سنوات، وتخرجت، لكنني لم أحصل على وظيفة، فعملت كحارس أمن «سكيوريتي» في شركة سابك على إحدى البوابات. بعدها حصلت على وظيفة بنظام الساعات في تلفزيون «عطاء»، فتركت شركة سابك، رغم أنه كانت لدي فرصة من قبل مدير شؤون الموظفين أن أعمل في قسم العلاقات العامة، مع إعطائي سيارة وسكن بعد ثلاثة أشهر من العمل، وسبب الترك رغبتي في العمل كمقدم تلفزيوني. وهكذا حتى وصلت إلى التلفزيون السعودي. وبعد مرور سنة بقيتُ الوحيد الذي لم يتم تثبيته؛ لأنني أتيتُ متأخراً. بعدها عرض عليّ العمل مراسلاً لقناة العالم، وكنتُ أول وآخر مراسل سعودي يعمل مراسلاً لقناة العالم، فعملت لمدة سنتين، إلى أن حدثت مشكلة وتركتهم، والقصة تبدأ في فترة الحج، حيث أخبرتني إدارة قناة العالم بأنه سيأتي مراسل من إيران برفقة مصور، وسيغطون معي موسم الحج، فأرسلوا لي تاريخ وصول الرحلة، وبلغت وزارة الإعلام بذلك. واتضح بعد ذلك أن المراسل والمصور كانا موجودين قبل الموعد المحدد بأسبوع، وكانا يصوران في المدينةالمنورة دون علمي، فقبضتْ عليهم الجهات المختصة الأمنية، وبعدها تم استدعائي من الجهات المختصة؛ كوني المسؤول عن قناة العالم في المملكة، وأخبروني بما حدث، فقلتُ لهم ليس لدي أي علم بوصولهم، وأطلعتهم على الخطاب الموجه لي من قبل إدارة قناة العالم، وأنني بلغت وزارة الإعلام بذلك. وانتهت الإجراءات، واستقلت من قناة العالم. وأتذكر أنه كان يظهر معي حينها في قناة العالم المذيع محمود الورواري، مذيع قناة العربية الحالي، وكان أكثر شيء نختلف فيه موضوع تسمية «الخليج الفارسي»، و»الخليج العربي»، فهو يقول الفارسي عبر قناة العالم، وأرد أنا عليه بالقول «العربي»، وكان ذلك على الهواء مباشرة، فهم كانوا يريدون مني أن أتبع سياستهم، ومن المستحيل أن أتبع سياستهم من أجل بلدي والعروبة كلها، وكان يتصل بي رئيس التحرير، ويقول لي «يا محمد، نقول الخليج الفارسي»، فأجبته «ليس لي علاقة، ولكنه (الخليج العربي).