أكد خبير فلكي أن موجات الغبار المتكررة التي تضرب منطقة الرياض وعدداً من مناطق المملكة منذ أسابيع ستستمر طوال الفترة المقبلة ولن تنقطع حتى يتمايز فصل الصيف الفعلي في موسم كنة الثريا مشيراً إلى أن الغبار من الأمور الفجائية وينتج عندما يزيد مستوى عصف الريح ولايعلم من أية نقطة يهب ولافي أي ساعة سيتبدد إلا أن أسباب حدوثه قائمة ودائمة تتجمع أحياناً وتتفرق أحياناً أخرى وفي هذاالعام تكاتفت العوامل المسببة له مع بداية موسم الربيع. وأفاد عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك الدكتور خالد الزعاق أن الغبار نوعان (غبار محلي)و(غبار مستورد) حيث يتشكل المحلي في الفترات الانتقالية غالباً وهما فصلا الربيع والخريف وعند التصادمات الجبهية ،أما المستورد فينقسم إلى قسمين مستورد من خارج الجزيرة العربية ومستورد محلي أي ينتقل من منطقة إلى منطقة ثانية والمستورد الخارجي يأتينا عبر الرياح الشمالية من روسيا وجبال التبت في الصين وزاجروس في إيران وكذلك من صحراء الشام ولونه أبيض كالدقيق وغالباً تكون جزيئاته عالقة مع حرارة الشمس وإذا غربت الشمس يترسب الغبار على الأشياء أما المستورد الداخلي فيأتينا عبر الرياح الجنوبية أي إنه ينتقل إلينا من صحراء الربع الخالي ووادي الدواسر ويكون لونه مشوباً بحمرة. ولفت د.الزعاق في تصريحه إلى حدوث "شذوذ"مع بداية موسم الأمطار لهذه السنة في الآلية التي تسلكها مجريات المناخ في التعاطي مع الغلاف الجوي المحيط بالجزيرة العربية أهمها الخواء الجوي الذي حصل على أحشاء البحر الأحمر فأغرى منخفض السودان أن يمد يده طولاً لتتصافح مع المنخفض الأوروبي ويتآزرا بشكل نادر ولافت فكونا حصناً منيعاً للجزيرة العربية ضد هجمات المرتفعات السيبيرية القطبية الباردة فاحتبست البرودة هناك فأعطاها فرصة بناء الثلوج على الجبال فتشكلت الثلوج على بلاد الشام بشكل نادر هذه السنة وهذه الثلوج كانت الحصن المنيع ضد تسرب الهواء البارد إلى الجزيرة العربية فكان الشتاء لهذه السنة دافئاً في حالة شاذة وغير معهودة ومع دخول فصل الربيع المتزامن مع موسم العقارب تبدأ مرحلة التصارعات الجبهية بين الشمال والجنوب وينتج عنه غبار وأتربة عالقة .